وعلى ذلك يمكن أن يقال إن من أدب تلاوة القرآن وترتيله تلاوته بتأنّ وتثبت وتبيين وأداء وعظي وخاشع نافذ إلى العقول والقلوب وحسن إخراج الحروف ومراعاة علم التجويد. وإنه لا بأس في ترجيعه بصوت حسن إذا لم يزد عن الحد الذي يخرجه إلى ما لا يستحب ولا ينسجم مع قدسيته من أساليب الغناء.
(وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً (١٠) وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً (١١) إِنَّ لَدَيْنا أَنْكالاً وَجَحِيماً (١٢) وَطَعاماً ذا غُصَّةٍ وَعَذاباً أَلِيماً (١٣) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ وَكانَتِ الْجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً (١٤))
(١) اهجرهم : اعتزلهم أو تجنبهم.
(٢) أولي النعمة : المتنعمين ، وتعني الأغنياء والزعماء والمترفين.
(٣) الأنكال : الأغلال والقيود.
(٤) الجحيم : النار الشديدة.
(٥) ذا غصة : الذي يسبب الغصة.
(٦) الكثيب : تل الرمل.
(٧) المهيل : الرخو المتداعي للتبعثر والانسياح.
وفي هذه الآيات :
١ ـ تثبيت للنبي صلىاللهعليهوسلم إزاء تكذيب الأغنياء المترفين الذين لا يخجلون من ذلك وهم يتمتعون بنعم الله ، وأمره بتركهم لهم فهو قادر عليهم.
٢ ـ وأمر آخر له بهجرهم هجرا لينا.
٣ ـ ووعيد لهم بما سوف يلقونه يوم القيامة من أغلال وعذاب وجحيم وطعام يغصون به لمرارته وسوئه.
٤ ـ ووصف لهول هذا اليوم حيث ترجف الأرض والجبال وتصبح الجبال فيه ككثبان الرمل المهيلة.