مما فيه تدعيم لهذا التلقين. وفي إحدى آيات سورة النساء حض للمسيئين بالاستغفار وتأميل بغفران الله لمن يستغفره وهي : (وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ يَجِدِ اللهَ غَفُوراً رَحِيماً) (١١٠). وفي إحدى آيات سورة آل عمران تنويه بالمستغفرين وهي : (وَالَّذِينَ إِذا فَعَلُوا فاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلى ما فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (١٣٥).
ولقد أثرت أحاديث نبوية عديدة في حض المؤمنين على الاستغفار وتعليم بعض صيغه وبيان فوائده. منها حديث رواه البخاري والترمذي وأبو داود عن شداد بن أوس قال : «قال النبيّ صلىاللهعليهوسلم سيد الاستغفار أن تقول اللهمّ أنت ربّي لا إله إلّا أنت. خلقتني وأنا عبدك. وأنا على عهدك ما استطعت. أعوذ بك من شرّ ما صنعت. أبوء لك بنعمتك عليّ. وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلّا أنت. قال ومن قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة» (١). وحديث رواه أبو داود والترمذي عن زيد مولى النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول من قال أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فرّ من الزحف» (٢). وحديث رواه أبو داود والترمذي عن أبي بكر أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ما أصرّ من استغفر وإن عاد في اليوم سبعين مرّة» (٣) وحديث رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح عن ابن عباس عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «من لزم الاستغفار جعل الله له من كلّ ضيق مخرجا ومن كلّ همّ فرجا ورزقه من حيث لا يحتسب» (٤). وحديث رواه الترمذي عن أبي موسى عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال :
__________________
(١) التاج ، ج ٥ ص ١٣٤ ـ ١٣٥.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه ص ١٣٥ ـ ١٣٧.
(٤) المصدر نفسه.