يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ) (٣٣).
وهناك أحاديث عديدة متساوقة مع الآيات ، من ذلك حديث رواه الترمذي عن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «ليس المؤمن بالطعان ولا اللّعان ولا الفاحش ولا البذيء» (١) ، وحديث رواه الترمذي أيضا عن أبي بكر عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا يدخل الجنة خبّ ولا منّان ولا بخيل» (٢).
وحديث رواه الترمذي كذلك عن أبي سعيد عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «خصلتان لا تجتمعان في مؤمن البخل وسوء الخلق» (٣). ولقد أثرت عن النبي صلىاللهعليهوسلم أحاديث توجب غسل النجاسات عن الثياب مثل الدم والبول والغائط من ذلك حديث رواه البزار عن عمار بن ياسر أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إنّما يغسل الثوب من الغائط والبول والقيء والدم» (٤). وقد رتّب الفقهاء على ذلك كون طهارة الثياب ركنا من أركان الصلاة ، ولقد أوجب الله على المسلم أن يصلي خمس مرات كل يوم ، ويستتبع هذا واجب عناية المسلم بطهارة ثيابه في كل وقت في الليل والنهار ، وفي هذا ما فيه من روعة وجلال.
ومن الجدير بالذكر أن حثّ الله ورسوله على الطهارة لا يقتصر على طهارة الثياب. ففي القرآن والأحاديث نصوص كثيرة توجب على المسلم طهارة البدن بالإضافة إلى طهارة ثيابه فيتوضأ إذا قام إلى الصلاة ويغتسل إذا كان جنبا ويغسل أطرافه ويغتسل حتى لغير الوضوء والجنابة مما سوف نورده وننبه عليه في مناسبات أخرى.
هذا ، والتساوق في مطلعي السورتين المزمل والمدثر لافت للنظر ، ففي مطلع الأولى إعداد للنبي صلىاللهعليهوسلم لمهمته العظمى ؛ وفي مطلع الثانية خطة له حينما أمر
__________________
(١) التاج ج ٥ ص ٣٤ ـ ٣٨.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) المصدر نفسه.
(٤) مجمع الزوائد ج ١ ص ٢٨٣.