(٤) تنفس الصبح : بمعنى طلوع الفجر.
(٥) الغيب : بمعنى وحي الله الذي يأتي من الغيب والخفاء.
(٦) ضنين : ممسك ، وقرئت ظنين. ومعناها المتهم في أمانته والمراد هنا إخفاء شيء من الرسالة التي أوحيت للنبي صلىاللهعليهوسلم أو خيانتها.
(٧) الشيطان : العاتي القوي من الإنس والجن.
(٨) رجيم : مرجوم ومطرود من رحمة الله (١).
وفي هذه الآيات قسم بالمشاهد الكونية المذكورة وحركاتها بأن الذي يبلغ وحي الله هو رسول كريم أمين على ما ينقل قوي على حمل الأمانة حظي عند الله ، وبأن النبي صلىاللهعليهوسلم ليس مجنونا وبأنه قد رأى ملك الله في أفق السماء ، وبأنه صادق فيما يقول غير متهم في أمانته ، وغير مخف شيئا مما رآه وسمعه وعرفه ، وبأن ما يبلغه ليس من تخليط الشيطان الرجيم وأقواله.
وسألت إحدى الآيات السامعين أين يذهبون في أمر النبي وماذا يظنون؟ والسؤال ينطوي على تنديد بالمكذبين والمترددين في تصديق ما أخبر به النبي صلىاللهعليهوسلم وبأوهامهم وتفسيراتهم الخاطئة لما يخبر به من المشاهد الروحانية. ونبهت إحدى الآيات على أن ما يبلغه إنما هو تذكرة لهم وموعظة ؛ ليرى من شاء الحق فيتبعه ويستقيم عليه فيكون قد اهتدى بهدى الله ومشيئته التي تناط بها مشيئة الناس.
والآيات فصل مستقل الموضوع عن سابقاتها ، غير أن الارتباط بينها وبين هذه السابقات قائم. فالأولى تخبر بيوم القيامة وأهواله ونتائجه وتنذر الناس بعواقب أعمالهم ، والثانية تؤكد صدق الأخبار والإنذار وترد على الكفار ما يقولونه في صددهما وما ينسبونه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم من تخليط الشياطين عليه ، والمرجح أن الفصلين نزلا متتابعين إن لم يكونا قد نزلا معا.
وقد ذكر المفسرون (٢) عدة وجوه في صدد حرف «لا» الذي سبق فعل القسم
__________________
(١) انظر تفسير الكلمات في كتب التفسير المذكورة آنفا.
(٢) انظر تفسير الآيات في تفسير الآلوسي والنسفي وانظر تفسير سورة الواقعة في تفسير الطبري والزمخشري والبغوي.