و «اتقوا» حيث جعلها «وأنفقوا» (١) و «سيقولون لله» حيث جعلها «سيقولون الله» (٢) و «بظنين» حيث جعلها «بضنين» (٣) ونقل كلمتي «المرجومين» و «المخرجين» في آيتي الشعراء [١١٦ و ١٦٧] كلا منهما مكان الأخرى فصارت المرجومين في قصة نوح والمخرجين في قصة لوط وأنه لم يصنع ما صنعه إلا بعد اجتهاد وبحث مع القراء والفقهاء المعاصرين له وبعد إجماعهم على أن جميع ذلك من تحريف الكتاب والناسخين الذين لم يريدوا تغييرا أو تبديلا وإنما حدث بعض ما حدث لجهلهم بأصول الكتابة وقواعد الإملاء والبعض الآخر لخطأ الكاتب في سماع ما يملى عليه أو التباسه في ما يتلى عليه (٤).
هذا في حين أن هناك رواية (٥) تفيد أن بعض ما صححه الحجاج إنما صححه عثمان نفسه مثل لم يتسن حيث جعلها لم يتسنه.
وبكلمة أخرى إن الحجاج لم يكتب مصحفا جديدا ولم يضع ترتيبا جديدا ، وإن تسمية «مصحف الحجاج» ليست في محلها حتى لو صحت رواية تصحيحه لبعض كلمات وحروف رأى فيها مع القراء والعلماء تحريفا من النساخ ، هذا بقطع النظر عن ضعف رواية مصحف الحجاج وعدم تناقلها وعدم تعليق الشيعيين عليها تعليقا جالبا للنظر على طريقتهم في التعليقات وخاصة إذا ما كان الأمر متصلا بالأمويين ورجالهم وفيه مجال لقول أو غمز أو تعليق.
ـ ٦ ـ
وعلى هذا كله فكل ما يتعارض مع النتائج الي قررناها من الروايات هو موضع نظر وتوقف أو محمل تخريج. وفي الحق إننا إذا نظرنا في الروايات
__________________
(١) سورة الحديد ، الآية : ٧.
(٢) سورة المؤمنون ، الآية : ٨٧ و ٨٩.
(٣) سورة التكوير ، الآية : ٢٤.
(٤) «الفرقان» لابن الخطيب ٥٠ ـ ٥٢.
(٥) «الفرقان» أيضا ، الآية : ٤٠