النجفي ، من أكابر العلماء المحقّقين ، ومشاهير مراجع عصره ، كان والده من العلماء الصّلحاء ، وكان هو من أجلّة الفقهاء وأفضل الأعلام ، هاجر إلى سامرّاء فلازم درس السيّد المجدّد الشيرازي سنين طوالا ، وكان يكتب تقريراته ، وداوم على ذلك مدّة مديدة إلى أن اشتهر أمره بين العلماء والأفاضل ، وبرز بين زملائه الكاملين بروزا ظاهرا ، وعدّ من أعاظم تلاميذ السيد المجدّد وأبرعهم في الفقه ، وأطلعهم في الأصول ، عاد إلى النجف في حياة استاذه ، فالتفّ حوله جمع من أهل الفضل ، واشتغل بالتدريس والتأليف والإمامة وغيرها من الوظائف ، وكان ذا اطلاع واسع في الفقه واصوله ، وخبرة وتضلّع فيهما ، شهد له بذلك جمع من معاصريه وكثير من المتأخرين عنه ، وهو من أزهد أهل عصره وأورعهم وأتقاهم ، كان يقضي أكثر أوقاته بين مطالعة وتدريس وكتابة وبحث ، وكان في غاية الإعراض عن الدنيا والزهد فيها ، كما كان على جانب عظيم من طهارة القلب وسلامة الذات ، والبعد عن زخارف الدنيا ، رجع إليه النّاس في التقليد بعد وفاة أستاذه الشيرازي سنة ١٣١٢ ه ، وعلّق على كتاب (نجاة العباد) لعمل المقلّدين ، لكن ثقل عليه ذلك ، كراهة الرئاسة والزعامة ، وفرارا من المسئوليات التي تلقى على عاتق المرجع ، وكان صادقا في ذلك حيث رأيناه بعد أن رأس وقلّد كما كان سابقا لم يتغيّر سيرته ولا مأكله ولا ملبسه ، واتّفق أن لم يطل ذلك ، فقد ابتلى بالنسيان بعد فاصلة غير طويلة ، وامتنع عن الفتيا وبقي مواظبا على التدريس. وقد تخرج عليه جماعة من الأجلاء منهم :
الشيخ ابو القاسم بن محمّد تقي القمّي ، والشيخ محمّد تقي الطهراني المقدّس ، والشيخ جعفر آل الشيخ راضي ، والشيخ علي القمّي ، والشيخ عبد الحسين ابن الشيخ محمّد تقي آل الشيخ اسد الله التستري الكاظمي ، والسيد محسن الأمين العاملي ، وابن اخته وصهره الشيخ علي الهمداني ، والشيخ علي ابن الشيخ باقر