الجواهري ، والشيخ علي الحلّي ، والاخوان الشيخ أحمد والشيخ محمّد الحسين آل كاشف الغطاء ، والشيخ جواد البلاغي ، والسيد شكور الطالقاني ، وعدّة من آل صاحب الجواهر وآل كاشف الغطاء وغيرهم ، وهؤلاء من فضلاء الطبقة الأخيرة من تلاميذه الذين أدركت بحثه معهم.
ومن قدماء تلاميذه : الحاج محمّد حسن كبّه (كما حدّثني به رحمهالله) ، والسيد حسن الصدر (كما ذكره في بغية الوعاة) ، وغيرهما أيضا ممن لا أذكر أسمائهم.
وكانت له مع تلاميذه وغيرهم من مختلف الطبقات سيرة حسنة ، يتواضع لهم ، ويدربهم ويفيدهم بأعماله كما ينفعهم ويهذّبهم بأقواله ، وقد تأثّر بسيرته جمع من تلامذته ، فكانوا نظرائه في حسن السّمعة عند الناس ، وكان مترسلا في العيش إلى أبعد حدّ ، يمشي في الليل والنهار وحده دون أن يكون بخدمته أحد من تلامذته أو غيرهم ، فقد كان لا يسمح لهم بذلك ، وكانت العادة في ذلك العصر أن يحمل امام العلماء والأعيان سراج في الليل ، أمّا المترجم له فكان غير حاضر لذلك أيضا ، وكان يجلس مع تلامذته وأصحابه وكأنّه أحدهم ، يترسّل في حديثه وجلسته ، لم يسمع عنه أنّه استغاب أحدا طيلة عمره ، وكان لا يسمح لأحد أن يغتاب آخر في مجلسه ، فإذا أحسّ بمثل ذلك أورد مسألة علميّة في الحال وصرفهم عما كانوا فيه ، وكان يقيم الصلاة بمسجد قرب داره لم يزل يعرف باسمه حتى اليوم ، وكان يأتمّ به الأخيار والأتقياء ، مرض في الأواخر بالسلّ ، فسافر إلى سامرّاء لتغيير الهواء ، فتوفّى بها صبح الأحد ٢٨ صفر عام ١٣٢٢ ه عن نيّف وسبعين سنة ، ودفن في الرواق الشريف من جانب أرجل الإمامين عليهماالسلام في الصّفة الأخيرة التي يطلع شباكها إلى زاوية الصحن المنوّر» (١).
__________________
(١) نقباء البشر في القرن الرابع عشر : ج ٢ / ٧٧٨ ـ ٧٧٦