هذا وقد أسهب تلميذه الآخر العلّامة السيد محسن الأمين العاملي في ترجمته خلال عدّة فصول فتحدّث عن وصف حاله العلمية ، وزهده وورعه وتقواه ، ووثوق الخاصّة والعامّة به بما لا يثقونه بغيره ، وتواضعه الشديد وحمله نفسه عليه في كلّ شيء ، وكراهة الشهرة وانعزاله عن النّاس ، ومبدأ أمره ومنتهاه ، وبعض آرائه العلميّة ، وبعض أحاديثه ، وولده ومشايخه وتلاميذه ومؤلّفاته ، كلّ ذلك في الجزء التاسع ص ٢٣ ـ ١٩ من كتاب (أعيان الشيعة) فراجع.
مؤلّفاته :
ترك شيخنا الهمداني آثار جليلة أهمّها وأشهرها :
١ ـ مصباح الفقيه : وهو الكتاب الذي نال به مؤلّفه شهرته الخالدة في الفقه ، بل انتسب المؤلّف إلى المؤلّف ، واشتهر بأنّه صاحب (مصباح الفقيه) ، وقيل في حقّه أنّه لا يستغني عنه الطالب المتوسط والفقيه المجتهد المتمرس ، وهو شرح مزجىّ لكتاب (شرائع الإسلام) للمحقّق الحلّي ، وكانت طريقته في تأليفه أنّه في كلّ يوم كان يكتب منه مقدار صفحة ثمّ يمليها في صبيحة يوم التالي على تلامذته في مجلس البحث ، فربّما كانوا ينتقدونه في بعض العبارات ويدوّن ما اجتمع رأيهم عليه أخيرا ، وقد خرج منه كتاب الطهارة والصلاة والزكاة والخمس والصوم والرهن ، وقد حالت المنيّة بين المؤلّف وإكماله للكتاب ، وقال آية الله العظمى السيّد محمّد الروحاني قدسسره لو كانت دورة «مصباح الفقيه» كاملة لأستغنى الفقهاء عن كتاب (جواهر الكلام). وقد خرج هذا السفر أخيرا في طبعة محقّقة وباخراج جميل في ١٤ مجلّد على نفقة المحسن الكريم الحاج محمد تقي علاقه بنديان ، دام فضله.
٢ ـ ذخيرة الأحكام في مسائل الحلال والحرام : وهي رسالته العملية لمقلّديه في العبادات ، وقد ترجمت إلى الفارسية باسم (الهداية) سنة ١٣١٩ ه.