خليفة ، ومن ذلك : أمر جعفر الكرديّ وإخافته السبل فظفر به وقتله ، ومن ذلك : ما كان منه في أمر الهند وشقّ الهند كلّه ، حتى ظفر من عدد البروج ورؤساء الهند وإبطال المقاتلة وأخرب السواحل على يدي عمر بن الفضل الشيرازيّ.
ثم خليفتنا المعتضد بالله اتّسق له من الفتوح الجليلة العظيمة مثل ذلك فمن ذلك : أسره لهارون الخارجيّ الشاري بعد أن كان قد تغلّب على البلاد ومنع الميرة من جميع الآفاق ، ومن ذلك : قصده لآل عبد العزيز بن أبي دلف بناحية الجبل ، حتى اجتثّ أصلهم ، واستباح حريمهم ، ثم ما كان من شأن رافع بن هرثمة وخلعه الطاعة ، فحمل رأسه إلى مدينة السلام ، ثم أمر محمّد بن زيد العلويّ بطبرستان بعد أن تمكّن من القلاع والحصون التي لا ترام ، بعد أن كانت الخطبة قد انقطعت عنهم ثمان وثلاثين سنة بمقامه ومقام الحسن بن زيد ، وكان دخول الحسن بن زيد إليها في المحرّم سنة ٢٥٠ ، وتوفّي في ذي الحجّة سنة ٢٧٠ ، وصار مكانه أخوة محمّد بن زيد ، فقتل (رحمه الله) بجرجان يوم الجمعة لثمان خلون من شعبان سنة ٢٨٧ ، ومن ذلك : عمرو بن الليث الصفّار وقتله إيّاه ، ومن ذلك : فتح آمد وهي أحصن مدينة في بلاد العرب ، وإيقاعه بابن الشيخ ، وأخذه إيّاه أسيرا ، ثم أمر وصيف الخادم وخروجه إليه بنفسه إلى تخوم أرض الروم حتى أوقع به وأخذه أسيرا ، ثم قتله وصلبه(١).
__________________
(١) وقعت الأحداث أعلاه كما يلي :
الظفر بهارون الشاري كان عام ٢٨٣ ه.
جيء برأس رافع فنصب ببغداد عام ٢٨٤ ه.
تمت السيطرة على طبرستان وخطب للمعتضد على منابرها في ٢٨٧ ه.
ألقي القبض على ابن الشيخ في ٢٨٧ ه.
هرب وصيف وإلقاء القبض عليه وقتله في ٢٨٨ ه.
جيء بعمرو بن الليث أسيرا إلى بغداد عام ٢٨٨. وكان المعتضد وهو على فراش الموت يومئ بيديه إلى أحد خدمه بقتل عمرو إلّا أن ذلك الخادم لم يفعل ، ثم مات المعتضد ٢٨٩ ثم قتل عمرو في نفس العام عند أول دخول المكتفي إلى بغداد. انظر الطبري ١٠ : ٤٣ ـ ٨٨ عن الأحداث أعلاه. وكذلك ابن الأثير ٧ : ٥١٦.