اللهمّ اعجل فتحها واجعل فيها بركة للمسلمين».
ومن مدنها : الرّها ، وسميساط ، وسروج ، ورأس كيفا ، والأرض البيضاء ، وتلّ موزن ، والرّوابي ، والمازحين ، والمديبر ، والرّصافة ، وكفر حجر ، والجزيرة ، وتقدير خراج ديار مضر ألف ألف وستّمائة ألف درهم.
ومن عمل الفرات قرقيسيا ، وهي على الفرات ، وعلى الرّحبة ، وعلى الخابور ، وهيت وعانات والحديثة والزاب. ومن كور الخابور : الصّوّر ، والغدير ، وماكسين ، والشمسانيّة ، والسّكير ، وعرابان ، وطابان ، وتنينير العليا ، وتنينير السفلى ، وشاعا ، وهذه المدن على الخابور.
فأما كور ديار ربيعة : فنصيبين ، وأرزن ، وآمد ، ورأس العين ، وميّافارقين ، قال الشاعر :
بآمد مرّة وبرأس عين |
|
وأحيانا بميّافارقينا |
ومن الموصل إلى بلد سبعة فراسخ ، ومن نصيبين إلى أرزن ذات اليمين سبعة وثلاثون فرسخا ، ومن آمد إلى الرّقة أربعة وخمسون فرسخا ، وخراج ديار ربيعة سبعة آلاف ألف وسبع مائة ألف درهم (١).
ومن عجائب الجزيرة كنيسة الرّها ، والروم تقول : ما من بناء بالحجارة أبهى من كنيسة الرها ، ولا بناء بالخشب أبهى من كنيسة منبج ، لأنها بطاقات من خشب العنّاب ، ولا بناء بالرخام أبهى من قسيان أنطاكية ، ولا بناء بطاقات الحجارة أبهى من كنيسة حمص. وقالوا : إن حول مدينة الرها ثلاثمائة وستّين ديرا ، وكان بالرها صورة امرأة يقال لها هيلانة قاعدة على كرسيّ لم ير في جسمها وجمالها مثلها ، فعشقها رجل فمرض من حبّها ، فجاء أبوه فسكر رأسها ، فلمّا نظر إليها الفتى تسلّى عنها.
__________________
(١) من (فأما كور ديار ربيعة) ... إلى هنا في ابن خرداذبه ص ٩٥.