فيأكل خبز الأرزّ والصّحناء ولا ينفق في الشهر إلّا درهمين ، وأما الغريب فيتزوّج بشقّ درهم ، وأما المحتاج فلا عيلة عليه ما بقيت استه يخرأ ويبيع. وقالوا : بالبصرة ستّة ليس بالكوفة مثلهم : الحسن البصريّ ، والأحنف ، وطلحة بن عبد الله ، وابن سيرين ، ومالك بن دينار ، والخليل بن أحمد.
وبنى زياد بالبصرة دار الرزق ، وحفر نهر الأبلّة ونهر معقل ، وبنى داره ، وبنى البيضاء والحمراء فلم يضافا إليه ، وبنى سكّة فأسكنها أربعة آلاف من البخاريّة فقيل سكّة البخاريّة فأضيفت إليهم ، وبنى سبعة مساجد فلم يضف إليه شيء منها : مسجد الأساورة ، ومسجد بني عديّ ، ومسجد بني مجاشع ، ومسجد حدّان ، وكلّ مسجد بالبصرة كانت رحبته مستديرة فإنه من بناء زياد ، وكلّ الذي بنى فيها أو صنع فإنه نسب إلى غيره مثل : مسنّاة مصعب ، ونهر عديّ ونهر بلبل ، وباب الأصفهانيّ ، وحفيرة مطيع ، وقصر ابن عمّار ، وحمّام سياه ، وحمّام فيل ، وحمّام منجاب ، وقصر أوس ، وباب عثمان ، ومقبرة حصن ، ومقبرة بني شيبان ، ونهر مرّة ، ونهر بشّار.
وبنى عبيد الله بن زياد داره بها وفيها باب إلى السكّة التي تنفذ إلى سكّة اصطفانوس ، وباب آخر إلى السكّة التي تعرف بالبخاريّة ، وبالبصرة دور كثيرة كانت لمواليهم فأضيفت إلى دينارزاذ ودينار بنده ، ولهم دار عجلان ودار القطن ونهر والس ونهر شيطان.
ودخل بعض الدهاقين البصرة فرأى ما اجتمع فيها فقال : قاتلك الله فو الله ما صرت هكذا حتى أخربت بلادا وبلادا.
وقال ابن الأهتم البصريّ : يأتيها ما يأتيها عفوا صفوا ، ولا يخرج منها إلّا سائق أو ناعق أو قائد. وقالوا : أبعد الناس نجعة في الكسب بصريّ وخوزيّ ، ومن دخل فرغانة القصوى والسوس الأقصى فلا بدّ من أن يرى بها بصريّ أو خوزيّ أو حيريّ.
وأهدي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) طبق من تمر ، فجعل يأكل منه البرنيّ والقريثاء