حتى يخرج من أصلابكم نساء زواني.
قال ابن يوسف : كان علي عليه السلام اتقى الله وأرحم بعباده وأفقه في دينه من أن يقول هذا لقوم مسلمين. وأما الفجور فمعاذ الله أن يرمي به المسلمات. ولكن قد علم الله أن النهاريات والليليات لا يعرفن في شيء من البلدان إلّا بالبصرة. وليس بالبصرة شريف إلّا وقد بنى في داره دكانا تركب منه امرأته. وما بالبصرة امرأة جليلة إلّا ولها حريف من المكاريين يخرجها إلى الأعياد والمواسم وقدوم الولاة. وكل حدث يكون.
وما يحل للمسلمين أن يقدموا رجلا من أهل البصرة يصلي بهم حتى يحبس كما تحبس الإبل الجلالة سبعة أيام لأن غداءه السماء. فضحك المأمون.
فقال علي بن هشام : أنت بالفحش أحذق وبه أرفق. ولكن بالبصرة أربعة بيوتات من بيوتات العرب ليس بالكوفة مثلها بيت : بيت بني الجارود ، وليس في عبد القيس بالكوفة مثلهم. وبيت بني المهلب وليس في أزد الكوفة مثلهم. وبيت بني مسمع ليس في بكر الكوفة مثلهم.
قال عمرو بن مسعدة : أما بيت بني المهلب فإن النجاشي قال :
وكنت كذي رجلين : رجل صحيحة |
|
ورجل بها ريب من الحدثان |
فأمّا التي صحّت فأزد شنوءة |
|
وأمّا التي شلّت فأزد عمان |
[١٩ ب] وبالكوفة بيت بني مخنف بن سليم بن مزيقياء بن ماء السماء. ليس في أزد البصرة مثله. ولهم بعد ذلك من البيوتات الشريفة ما لا يحدّ ولا يوصف. فمنهم بيت النعمان بن مقرن صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وقال النبي عليه السلام : آل مقرن من بيوتات الجنة. ومنهم حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله (صلى الله عليه وسلم). ومنهم فرسان العرب الذين أدركوا الجاهلية والإسلام : عمرو بن معدي : كرب وقيس بن مكشوح وعروة بن زيد الخيل والعباس بن مرداس وطليحة الأسدي والأشتر بن الحارث النخعي ومصقلة بن هبيرة وإبراهيم بن الأشتر وأبو بردة بن أبي موسى.