وأعوان الظلمة في كل زمان ، وأكلة الربا وأصحاب الأهواء.
ويروى أن قوما [٢٥ أ] أتوا أمير المؤمنين عليه السلام فقالوا : يا أمير المؤمنين! إنا نسكن بأرض السواد فنصيب من مرافقها. فقال لهم علي رضي الله عنه : إنكم لتساكنون أهل الغفلة والحسد والبغي والمكر والخديعة ، الذين سهمهم في الإسلام منقوص وحطهم في الآخرة قليل. سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول : إذا تفقهت الأنباط في الدين ، ونطقت بالعربية وتعلمت القرآن فالهرب الهرب منهم. فإنهم أكلة الربا ومعدن الرشا وأهل غش وخديعة لا سهم لهم في الإسلام.
ويروى أن الشيطان عشق خنزيرة فوثب عليها فأحبلها فولدت ابنا فسمته مشنوء. فلما كثر نسله أتى سليمان فقال له أرنا أولادنا. فقال : أولادكم الأنباط الذين يستنبطون الأرض أصبر الناس على حرّ وبرد.
ويروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : لا يدخل الجنة نبطي.
وروي عن عكرمة في قوله (قُتِلَ أَصْحابُ الْأُخْدُودِ) قال : كانوا نبط.
وقال عون بن عبد الله : لو كان إبليس من الإنس لكان نبطيا لأنهم أبذخ قوم إذا أمروا ، وأذل شيء إذا قهروا. يغترفون الهوان ويكفّون الإحسان.
ويروى عن عمر أنه قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : ثلاثة هم شرار الخلق ، الشيطان الرجيم ، وإمام يخشى غشمه وظلمه ، والنبطي إذا استعرب.
وكان يقال من أحب أن يكثر عياله ويقل خير بنيه فليتزوج نبطية.
ويروى عن أبي هريرة أنه قال : إن إبليس باض سبع بيضات. ثنتان وقعتا بأرض بابل وثنتان وقعتا بميسان وثنتان وقعتا ببلاد الخوز وواحدة وقعت بهمينيا. ففي الثنتين اللتين وقعتا ببابل ذكر وأنثى. اسم الذكر شقتى والأنثى بلعث.
وقال نصر بن محمد : اسم الذكر ميسان واسم الأنثى دلغث. وهما اللتان