سقيا لأروند ما أهنى المصيف به |
|
ظل ظليل وماء ينقع الكبدا |
وتربة كسحيق المسك نكهتها |
|
وجيرة كبحور تقذف الزبدا |
وقال آخر :
قالوا ترى النيل في مصر فتألفه |
|
إذا ترامى على آذيّه الزبد |
فقلت أحسن من نيل بمصركم |
|
ماء العيون على الرضواض يطّرد |
في جانبيه رياض الزهر زيّنها |
|
نسيم نوّارها والطائر الغرد |
ترى الخزامى يناغي الأقحوان بها |
|
عند الغدوّ كما ناغى أبا ولد |
وأنشد لوهب الهمداني :
ألقى الربيع على أروندنا خلعا |
|
خضرا وخلعته البيضاء قد خلعا |
[١١٦ أ]
كساه ثوبا من النوّار تنسجه |
|
أيدي الربى روضها خفضا ومرتفعا (١) |
ملاءة نسجتها ديمة فلها |
|
بدائع جمة قد فاقت البدعا |
لها رقائق حسن ليس يفهمها |
|
ما ذا جواهرها إلّا الذي صنعا |
صفر وخضر وحمر ليس يشبه ذا |
|
هذا ولا ذاك هذا عند ما طلعا |
للماء فيه خرير رجع نغمته |
|
في الروض ترجيع نشوان إذا سجعا |
ترى حدائقها كالبيض لامعة |
|
بين الأقاحي فضاء في الرياض معا |
إذا بكت مزنة من فوقها ضحكت |
|
شقائق أخرجت من سمطها خلعا |
طور منيف عليه شملة نسجت |
|
خضراء فارتفعت فيه كما ارتفعا |
إذا الشمال عليه جرّ أذيله |
|
حسبته سوق عطر بينها وضعا |
فانظر إلى بطن أروند البهيّ ترى |
|
بابا إليه من الفردوس قد شرعا |
__________________
(١) عجز البيت في المختصر هو : حدائق نصّع من فاقع لمعا.