خطب بها غير هين من خطوبهم |
|
كالخنق ما منه من ملجا لمختنق |
أمّا الغني فمحصور يكابدها |
|
طول الشتاء مع اليربوع في نفق |
يقول أطبق وأسبل يا غلام |
|
وأرخ الستر واعجل بردّ الباب واندفق |
وأوقدوا بتنانير تذكّرهم |
|
نار الجحيم بها من يصل يحترق |
والمحلقون بها سبحان ربّهم |
|
ما ذا يقاسون طول الليل من أرق |
تنسدّ أبوابهم بالثلج فهو لهم |
|
دون الرتاج رتاج غير منطبق |
والأرض تصبح والدنيا لها طبق |
|
تحار فيه عيون الناس في الطرق |
حتى إذا استحكمت بردا غدا طبق |
|
من الضباب فقد أوفى على طبق |
ينهلّ منها عليهم دائبا ديما |
|
بالزمهرير عذابا صبّ من أفق |
صبغ الثياب إذا حلّ الشتاء بها |
|
صبغ المآتم للحسّانة الفنق |
والذئب ليس إذا أمسى بمحتشم |
|
من أن يخالط أهل الدار والنسق |
فويل من كان في حيطانه قصر |
|
ولم يخصّ رتاج الباب بالغلق |
يدعو الثبور على صبيانه فرقا |
|
بعد العشاء ويدعوه من الفرق |
وصاحب النسك ما تهدا فرائصه |
|
والمستغيث بشرب الخمر في غرق |
أما الصلاة فودّعها سوى طلل |
|
أقوى وأقفر من سلمى بذي العمق |
تمسي وتصبح والشيطان في قرن |
|
مستمسكا من حبال الدين بالرمق |
والماء كالثلج والأنهار جامدة |
|
والأرض أضراسها تلقاك بالدبق |
حتى كأنّ قرون العفر ناتئة |
|
تحت المواطئ والأقدام في الطرق |
والناس بيض اللحى تهمي أنوفهم |
|
فوق الشوارب كالمصدوم ذي البلق |
تسعين يوما وعشرا أكلمت مائة |
|
يدعون ليلة متّت ليلة السدق |
كأنهم عسكر هاج الحريق بهم |
|
فهم يموجون والضوضاء في فرق |
كأنهم حين أفضوا في ثيابهم |
|
خلف الغرابيل أوهاها من الخرق |
فما ترى بعدها يلقون من عذب |
|
من الوحول التي طمّت على اللثق |