قدم آدم ، وهو عظيم طويل ، وعليه أنواع الأفاوية والطيب وفأر المسك ، وفي بحره مغاص اللؤلؤ. وفي هذه الجزيرة ثلاثة ملوك ، فالملك الأكبر منهم إذا مات قطع بأربع قطع وأحرق بالنار ، ورجاله يتهافتون خلفه في النار حتى يحرقوا أنفسهم. وبعدها جزيرة الرامني وهي ثمان مائة فرسخ ، وفيها عجائب كثيرة ، وهي تشرع إلى بحر شلاهط والهركند ، وفيها ملوك كثيرة ، وبها الكركدن والكافور ، وفيها معادن الذهب ، وطعامهم النارجيل ، ورجالهم أقوياء يصيدون الفيلة ، وفيها بقمّ كثير يغرس غرسا ، وحمله شبه الخرنوب ، وطعمه مثل العلقم لا يؤكل. ويقال. إن عروقه شفاء من سمّ ساعة ، وفيها الخيزران الكثير وجواميس عظيمة ، وملوك لهم الأفاوية الطيّبة كالصّندلين والبسباسة ، وليس هذا لأحد غيرهم. وبالزابج ببغات بيض وحمر وصفر ، تتكلّم على ما لقّنت بكلام فصيح ، عربيّة وفارسيّة وروميّة وهنديّة. ومن الطواويس خضر ورقط وبزاة بيض لها قنازع حمر ، وإن بها قردة بيضا عظاما كأمثال الجواميس ، وبها خلق على صورة الإنسان يتكلّم بكلام لا يفهم يأكل ويشرب. وبها من السنانير ألوان ولها أجنحة كأجنحة الخفّاش من أصل الأذن إلى الذنب. وأن فأر المسك تحمل أحياء من السند إلى الزابج ، وأن الزباد أطيب رائحة من المسك ، والأنثى تجلب مسكا ، وإذا مشى في بيت نفحت منه رائحة المسك ، وإذا لمسته بيدك عبق بيدك (١). وذكر سليمان التاجر : أن أكثر السفن الصينيّة تحمل من البصرة وعمان ، وتعبأ بسيراف ، وذلك لكثرة الأمواج في هذا البحر وقلّة الماء في مواضع منه ، فإذا عبّى المتاع استعذبوا الماء إلى موضع منها
__________________
(١) نقل القزويني نصا شبيها بهذا في آثار البلاد ص ٣٠ نورده بنصه :
«بهذه الجزيرة ـ الزابج ـ قوم على صورة البشر ، إلّا أن أخلاقهم بالسباع أشبه ، يتكلم بكلام لا يفهم ، ويطفر من شجرة إلى شجرة ، وبها صنف من السنانير لها أجنحة كأجنحة الخفافيش من الأذن إلى الذنب. وبها وعول كالبقر الجبلية ، ألوانها حمر منقطة ببياض ، وأذنابها كأذناب الظباء ولحومها حامضة. وبها دابة الزباد وهي شبيهة بالهر يجلب منها الزباد ، وبها فارة المسك. وبها جبل النصبان ، وهو جبل فيه حيّات عظام تبلع البقر والجاموس ومنها ما يبلغ الفيل. وبها قردة بيض كأمثال الجواميس والكباش ، وبها صنف آخر بيض الصدر سود الظهر».