السلام) وطول الحديث ، قال : فمن فضائل البيت الحرام أنه لم يره أحد ممّن لم يكن رآه إلّا ضحك أو بكى ، ومن فضائله أنه لا يسقط على ظهر الكعبة من الحمام إلا العليل منها ، فإذا وقع عليه بريء ، وتقبل الفرقة من الطير والحمام وغير ذلك حتى إذا تحاذت الكعبة افترقت فرقتين ، ومالت عن ظهرها ، ولم يطر على ظهرها طير قطّ ومن عجائب البيت والمسجد : كثرة الحمام بها ، ولم يروا على طول الدهر ذرقة حمام ولا طير في المسجد ولا الكعبة ومن عجائبه : أمن الطير والوحوش والسباع بها ، ودفع الله عنها شرّ الحبشة والفيلة ، وحجّه النعمان بن المنذر وزاره وهو ملك نصرانيّ ، فجلس في سفح أجياد فبال عليه خالد بن ثوّالة الكنانيّ فما كان عنده نكير لأهل مكّة. وماء زمزم دواء لكلّ مبتلى. وقال (صلى الله عليه وسلم) : «التضلّع من ماء زمزم براءة من النفاق». [وكان ذرع زمزم من أعلاها إلى أسفلها ستين ذراعا] (١)
وقال مجاهد في قول الله عزّ وجلّ : (فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ) قال : لو قال : واجعل أفئدة الناس تهوي إليهم لازدحمت عليه فارس والروم. قال قتادة : بنيت الكعبة من خمسة أجبل : طور سينا وطور زيتا ، وأحد ، ولبنان ، وحراء ، وثبير. وقال مجاهد : أسّس إبراهيم زوايا البيت بأربعة أحجار : حجر من حراء ، وحجر من ثبير ، وحجر من الطور ، وحجر من الجوديّ. قال قتادة : فبنى إبراهيم البيت وجعل طوله في السماء سبعة أذرع ، وعرضه اثنين وثلاثين ذراعا بين الركن الأسود إلى الركن الشامي الذي عنده الحجر من وجهه ، وجعل عرض ما بين الركن الشامي إلى الركن الغربي الذي فيه الحجر اثنين وعشرين ذراعا ، وجعل طول ظهرها من الركن الغربي إلى الركن اليماني أحد وثلاثين ذراعا ، وجعل عرض شقّها اليماني من الركن الأسود إلى الركن اليماني عشرين ذراعا ، وجعل بابها في الأرض مبوّب حتى كان زمن تبّع الحميري ، فهو الذي بوّبها وكساها الوصائل ثياب حبرة ونحر عندها ، ثم كساها النبيّ (عليه السلام) الثياب اليمانية ، ثم كساها عثمان
__________________
(١) ما بين عضادتين زيادة من ياقوت (زمزم) ولا ندري هل يقف في نقله عن ابن الفقيه عند هذا الحدّ أم أن ما بعده لابن الفقيه أيضا. فهو لم يذكر أين انتهى نقله. وفي آثار البلاد ص ١٢٠ نقل عن ابن الفقيه ان ذرع زمزم أربعون ذراعا.