قصر مشيّد عجيب من بناء طسم ، ومعنق قصر عبيد بن ثعلبة وهو أشهر قصور اليمامة من بناء طسم على أكمة مرتفعة ، والثّرمليّة حصن من حصون طسم ، ويقول أهل اليمامة : غلبنا أهل الأرض شرقها وغربها بخمس خصال : ليس في الدنيا أحسن ألوانا من نسائنا ، ولا أطيب طعاما من حنطتنا ، ولا أشدّ حلاوة من تمرنا ، ولا أطيب مضغة من لحمنا ، ولا أعذب من مائنا ، فأما قولهم في نسائهم فإنهنّ درّيّات الألوان كما قال ذو الرّمّة :
كأنّها فضّة قد مسّها ذهب
وكقول امرئ القيس :
كبكر المقاناة البياض بصفرة
وذلك أحسن الألوان ، ويقال لا تبلغ مولّدة مائة ألف درهم إلّا يماميّة ، وأمّا حنطتهم فتسمّى بيضاء اليمامة وهي عذي لا سقي ، يحمل منه إلى الخلفاء ، وأمّا تمره فلو لم يعرف فضله إلا أن التمر ينادى عليه بين المسجدين : يماميّ اليمامة ، يماميّ اليمامة ، فيباع كلّ تمر ليس من جنسه بسعر اليماميّ ، وبها أصناف التمور ، وبها نخلة تسمّى العمرة ، ويقال إنها نخلة مريم ، وجمعها العمر ، والجداميّة تمر ينفع من البواسير والصفرقان ـ تمرة سوداء طيّبة ـ والحضريّ ، والهجنة ، والبرديّ ، والصفراء ، والقعقاعيّ ، واللّصف ، والصفر ، والصفايا ، والتّعضوض ، والعمانيّ ، والجعاب ، والمرّيّ ، وخرائف بني مسعود ، والصّرفان ، والزّغريّ ، والصّنغانة ، وزبّ رباح : يقال في المثل : الذّ من زبد بزب ، وصرفان ، جلاجل ، والخيل ، هذه كلّها تمور اليمامة ألوان ملوّنة. قالوا : أجود تمر عمان : الفرض ، والبلعق ، والخبوت ، وأجود تمر اليمامة : البرديّ ، والزّرقاء ، والجداميّة. وأجود تمر البحرين : التعضوض. والمكرى ، والآزاذ. وأجود تمر الكوفة : النرسيان ، والسابريّ. وأجود تمر البصرة : الآزاذ ، والقريثاء. وأمّا لحم اليمامة فإنه يطيب لطيب مراعيهم وماؤهم نمير يجلو البلغم وينقّي الصدر ، وفيها قالت الشعراء : أرقّ من ماء اليمامة واليمامة صرّة نجد ومدينة نجد حجر.