كثيرة (١) منها كتابه (٢) على المانوية وكتابه في الردّ على اليهود والنصارى ، وكانت حضرته مجمعا للعلماء ويجري المناظرات فيها ، وروي انه لما بلغه ان الملحدة يزعمون ان اهل الاسلام قهروا بالسيف لا بالحجّة فوقع الحرج عليهم جمع من كلّ فرقة في حضرته جماعة وأمر متكلّمي الاسلام بمناظراتهم (٣) ولهذا امر ان يحمل إليه يزدان (٤) بخت الى بغداذ فتبيّن (٥) للقوم ان الحجّة لاهل الاسلام ، بويع له بالخلافة سنة ثمان وتسعين ومائة وتوفي في رجب سنة ثماني عشرة ومائتين ببلاد الروم
ومنهم المعتصم ابو اسحاق محمد بن الرشيد ، بويع له في رجب شهر موت اخيه ومات سنة سبع وعشرين ومائتين ، وكان معتزليا أعجب بالاسكافي اشدّ الاعجاب حتى كان اذا فرغ من كلامه قال لمن حوله : من يذهب عن هذا البيان؟ وكان مشغوفا بالقاضي احمد بن ابي دواد (٦) يصدر (٧) عن رأيه ، واخباره في الاعتزال مشهورة وهو الذي حثّه على قتل الافشين وكان يدافع عنه المعتصم حتى احتال القاضي بجوار صرن إليه فعرّفن المعتصم انه اغلف (٨) وكان قال انّه (٩) اختتن وضمّ الى ذلك اشياء أخر فقتله وصلبه
ومناظرة ابن ابي دواد لاحمد بن حنبل (١٠) في حضرة المعتصم مشهورة وان اختلفت الرواية في كيفيتها لكنّا نذكر اصحّ ما قيل في ذلك وكانت المناظرة في شهر رمضان سنة (١١) عشرين ومائتين ، قال ابن حنبل لما احضره (١٢) : ان لي (١٣) سبقا في هذه الدعوة فليسعني ما وسع اصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والتابعين من السكوت والرضى من جميعهم بأن القرآن كلام الله ، فقال
__________________
(١) كثيرة ج س ل م : ـ ب
(٢) كتابه ب ج م : كتبه س ل
(٣) فوقع ... بمناظراتهم ب ج ل م : ـ س
(٤) يزدان : يزدان ب ، يردان ج ، بلا نقط س ، يردان ل ، بردهان م
(٥) فتبين ب س ل : فبين ج م
(٦) دواد ب : داود ج س ل م ـ وكذا فيما بعد
(٧) يصدر ب س ل م : ويصدر ج
(٨) اغلف س ل : اقلف ب ج ، لقلف اغلف م
(٩) انه ب س ل م : ـ ج
(١٠) لاحمد بن حنبل ب س ل م : ـ ج
(١١) سنة ب ج ل م : في سنة س
(١٢) لما احضره ب س ل : لما احضر م ، ـ ج
(١٣) لى ب ج ل م : الى س