وروى داود بن ابي هند قال : سمعت الحسن يقول : كل شيء بقضاء الله وقدره الا المعاصي (١٧)
ورسالته (١) الى عبد الملك (٢) مشهورة وذلك ان الحجّاج كتب الى الحسن : بلغنا عنك في القدر شيء فاكتب إلينا بقولك (٣)! فكتب إليه رسالة (١٨) طويلة (٤) نحن نذكر منها اطرافا منها قوله :
سلام عليك (٥) اما (٦) بعد فان الامير اصبح في قليل من كثير مضوا والقليل من اهل الخير مغفول عنهم وقد ادركنا السلف الذين قاموا لامر الله واستنّوا بسنّة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فلم يبطلوا حقّا ولا ألحقوا بالربّ تعالى الّا ما ألحق بنفسه ولا يحتجّون الا بما يحتجّ (٧) الله تعالى به (٨) على خلقه (٩) وقوله الحقّ : (وَما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) (٥١ الذاريات : ٥٦) ولم يخلقهم لأمر (١٠) ثم (١١) حال بينهم وبينه لأنه تعالى ليس بظالم للعبيد ولم يكن احد في السلف (١٢) يذكر ذلك ولا يجادل (١٣) فيه لانهم كانوا على امر واحد وانما احدثنا الكلام فيه لمّا احدث الناس (١٤) النكرة له فلما احدث المحدثون في دينهم ما احدثوه احدث الله للمتمسّكين بكتابه ما يبطلون به (١٥) المحدثات ويحذّرون به من المهلكات
ومنها قوله : فافهم ايها الامير ما اقوله فان ما (١٦) ينهى الله عنه فليس منه
__________________
(١) ورسالته ج س ل م : ورسالاته ب
(٢) عبد الملك ب ج س ل : عبد العزيز م
(٣) فاكتب إلينا بقولك ب س ل م : ـ ج
(٤) طويلة ب س ل م : ـ ج
(٥) عليك ب ج س ل : عليكم م
(٦) اما ج س ل م : فاما ب
(٧) يحتج ج س ل : احتج ب م
(٨) به ب ج ل م : ـ س
(٩) على خلقه ب ج س م : ـ ل
(١٠) لامر ب ج ل م : كامر س
(١١) ثم ب س ل م : ـ ج
(١٢) احد في السلف ب ، في السلف احد ج س م ، احد من السلف ل
(١٣) ولا يجادل ب ج س ل : ولم يدل م
(١٤) الناس ب س ل م : + من ج
(١٥) به ب ج س ل : ـ م
(١٦) فان ما : في الاصل فانما
(١٧) راجع الغرر والدرر ١ ص ١٥٣
(١٨) رسالة : نشرها ه. ريتر في مجلة الاسلام ٢١ ص ٦٧ ـ ٨٣