أخرى : (إِنْ حِسابُهُمْ إِلَّا عَلى رَبِّي لَوْ تَشْعُرُونَ) (١١٣) [الشعراء : ١١٣] (وَلكِنِّي أَراكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ) (٢٩).
(وَيا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللهِ) : أي من عذاب الله ، فيمنعني من الله حتّى لا يعذّبني (إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلا تَذَكَّرُونَ) (٣٠).
وقال أهل الحرم من مشركي العرب للنبيّ صلىاللهعليهوسلم : يا محمّد ، إن أردت أن نجالسك فاطرد عنّا فلانا وفلانا ، فقال الله : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ) [الأنعام : ٥٢] وقال في آية أخرى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَداةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْناكَ عَنْهُمْ) إلى غيرهم (تُرِيدُ زِينَةَ الْحَياةِ الدُّنْيا) [الكهف : ٢٨] (١).
قال نوح : (وَلا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ) : أي خزائن علم الله. (وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ) من الملائكة (وَلا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ) : من المؤمنين (لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً) : قال بعضهم : إيمانا. وقال الحسن : (لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللهُ خَيْراً) أي : في العاقبة.
(اللهُ أَعْلَمُ بِما فِي أَنْفُسِهِمْ) : أي أنّه سيؤتيهم بذلك خيرا إن كانت قلوبهم صادقة. (إِنِّي إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ) (٣١).
(قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا) : أي ماريتنا ، (فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا) : أي مراءنا.
(فَأْتِنا بِما تَعِدُنا) : من عذاب الله (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) (٣٢).
(قالَ) : ليس ذلك إليّ ، وهذا إضمار. (إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ
__________________
(١) من العجيب أن تتّفق المخطوطات الثلاث : ق ، وع ، ود ، التي بين يديّ الآن ، على الخطأ في الخلط بين آيتي الأنعام والكهف المتشابهتين ، وقد صحّحت ذلك وذكرت الآيتين معا كما وردتا في المصحف. وسبحان من لا يخطئ ولا ينسى.