كَبِيرُهُمْ) : وهو روبيل ، وهو الذي قال : (لا تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ). وقال مجاهد : كبيرهم شمعون ، وأكبر منه في الميلاد (١) روبيل. (أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ أَباكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُمْ مَوْثِقاً مِنَ اللهِ وَمِنْ قَبْلُ ما فَرَّطْتُمْ فِي يُوسُفَ) : قال الحسن : وقد كانوا أعطوا أباهم في يوسف أيضا عهدا أن يردّوه عليه.
(فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ) : يعني أرض مصر (حَتَّى يَأْذَنَ لِي أَبِي) : في الرجوع إليه (أَوْ يَحْكُمَ اللهُ لِي) : بغير الرجوع. وقال بعضهم : أو يحكم الله لي بالموت (وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ (٨٠) ارْجِعُوا إِلى أَبِيكُمْ فَقُولُوا يا أَبانا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَما شَهِدْنا إِلَّا بِما عَلِمْنا) : أي من سرقته (وَما كُنَّا لِلْغَيْبِ حافِظِينَ) (٨١) : أي ما كنّا نرى أنّه يسرق.
قال : (وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها) : أي أهل القرية (وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها) : أي أهل العير التي أقبلنا فيها (وَإِنَّا لَصادِقُونَ) (٨٢).
قالوا ذلك له فلم يصدّقهم و (قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ) : أي زيّنت لكم أنفسكم (أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ) : قال مجاهد : الصبر الجميل : الذي ليس فيه جزع. كان مفزع يعقوب في يوسف وأخيه جميعا إلى الصبر الجميل الذي لم يخالطه الجزع. وكلّ صبر فيه جزع فليس بجميل.
قوله : (عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً) : أي يوسف وأخيه [وروبيل] (٢) (إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ) : أي العليم بخلقه (الْحَكِيمُ) (٨٣) : أي في أمره.
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ) : أي وأعرض عنهم (وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ) : أي يا حزنا (٣)
__________________
(١) كذا في المخطوطات : «وأكبر منه في الميلاد». وهو الصحيح ، أي : أكبر منه سنّا. فقد جاء في مخطوطة ز ، ورقة ١٥٧ ما يلي : «وقال السدّيّ : يعني كبيرهم في الرأي والعلم ولم يكن أكبرهم في السنّ». وبهذا يتّضح التصحيف الذي أشرت إليه في الهامش عند تفسير الآية ١٠ من هذه السورة.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ١٥٧ ، فقد بقي روبيل في أرض مصر ولم يرجع مع إخوته إلى أبيهم.
(٣) في المخطوطات : «يا جزعاه» ، وكذلك جاءت الكلمة في تفسير مجاهد ، ص ٣١٩. ولكنّي أثبتّ ما جاء في ز ، ورقة ١٥٧ ، لأنّه أصحّ وأحسن تأويلا ، وهو أيضا لفظ قتادة كما ورد في تفسير الطبريّ ، ج ١٦ ـ