قوله : (وإن عدتّم عدنا) قال الحسن : إنّ الله عاد عليهم بمحمّد صلىاللهعليهوسلم فأذلّهم بالجزية. [قال بعضهم : هو ك] (١) ـ قوله : (وإذ تأذّن ربّك) أي : وإذ قال ربّك في تفسير بعضهم. وقال الحسن : أشعر ربّك (لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذابِ) [الأعراف : ١٦٧]. قال بعضهم : إنّهم عادوا فبعث الله عليهم ما شاء من نقمته. ثمّ كان كتب أن يبعث عليهم العرب فهم منهم في عذاب إلى يوم القيامة.
قوله : (وَجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً) (٨) : أي : سجنا ، أي : يحصرهم فيها (٢).
قوله : (إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي) : أي يدعو (لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ) : (٣) وقال في المزّمّل [٦] : (وأقوم قيلا) أي : أصوب. (وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (٩) : أي الجنّة (وَأَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً) (١٠) : أي موجعا.
قوله : (وَيَدْعُ الْإِنْسانُ بِالشَّرِّ دُعاءَهُ بِالْخَيْرِ) : أي : يدعو بالشر على نفسه وعلى ولده وماله كما يدعو بالخير. وقال في آية أخرى : (وَلَوْ يُعَجِّلُ اللهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ) [يونس : ١١] أي : لأمات الذي يدعو عليه. قال : (وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) (١١) : وقد فسّرناه قبل هذا الموضع (٤). وقال بعضهم : يدعو على ماله فيلعن ماله وولده ، ولو استجاب الله له لأهلكه.
__________________
(١) زيادة لا بد منها لتستقيم العبارة.
(٢) هذا قول نسب إلى ابن عبّاس وقتادة والضحّاك ومجاهد وأبي زيد. وذهب الحسن إلى أنّ قوله (حصيرا) يعني مهادا وفراشا وانتزع بقوله تعالى : (لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ) [الأعراف : ٤١]. ومن معاني الحصير البساط الصغير. وقد رجّح الطبريّ في تفسيره ، ج ١٥ ص ٤٥ ـ ٤٦ هذا التأويل الأخير وقال عنه : «هو وجه حسن وتأويل صحيح».
(٣) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ١١٧ : «(للّتي هي أقوم) يقول : لشهادة «لا إله إلّا الله». وقال الطبريّ في تفسيره ، ج ١٥ ص ٤٦ : «يقول : للسبيل التي هي أقوم السبل».
(٤) انظر ما سلف في هذا الجزء ، تفسير الآية ١١ من سورة يونس.