طُولاً (٣٧) كُلُّ ذلِكَ كانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهاً) (٣٨) : في قراءة من قرأها بالرفع ، يقول : سيّء ذلك الفعل ، ومن قرأها بالنصب يقول : كل ذلك كان سيّئة توجب عند ربّك مكروها. (ذلِكَ مِمَّا أَوْحى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلا تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقى فِي جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً) (٣٩) : أي ملوما في نقمة الله ، مدحورا في عذاب الله. والمدحور المطرود المبعد المقصى عن الجنّة في النار.
قوله : (أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلائِكَةِ إِناثاً) : على الاستفهام. أي : لم يفعل ذلك ، لقولهم : إنّ الملائكة بنات الله. (إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً) (٤٠).
قوله : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا) : أي : ضربنا في هذا القرآن الأمثال ، فأخبرناهم أنّا أهلكنا القرون الأولى ليذّكّروا فيؤمنوا ، لئلّا ينزل بهم العذاب مثلما نزل بالأمم السالفة قبلهم من عذاب الله. (وَما يَزِيدُهُمْ) : ذلك (إِلَّا نُفُوراً) (٤١) : أي إلّا تركا لأمر الله ، يعني أنّهم كلّما نزل من القرآن شيء كفروا به ونفروا. ذكروا عن الحسن أنّه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : والذي نفسي بيده لتدخلنّ الجنّة إلّا أن تشردوا على الله كما يشرد البعير على أهله ، ثمّ تلا هذه الآية : (وَلَقَدْ صَرَّفْنا فِي هذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُوا وَما يَزِيدُهُمْ ، إِلَّا نُفُوراً) (١).
قوله : (قُلْ لَوْ كانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَما يَقُولُونَ) : وهي تقرأ على الياء والتاء. فمن قرأها بالياء فهو يقول : إنّه قال للنبيّ : قل لهم : (لو كان معه ، ءالهة) ، ثمّ أقبل على النبيّ فقال : كما يقولون. ومن قرأها بالتاء فهو يقول : إنّه قال للنبيّ : قل لهم : (لو كان معهءالهة) كما تقولون ؛ (إِذاً لَابْتَغَوْا) : يعني الآلهة لو كانت آلهة (إِلى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً) (٤٢) : أي : إذا لطلبوا إليه الوسيلة والقربة. وقال بعضهم : إذا لعرفوا له فضله عليهم ولابتغوا ما يقرّبهم إليه.
__________________
ـ الأرض ، وليس بشيء».
(١) رواه يحيى بن سلّام هكذا : «يحيى عن الحسن بن دينار ، عن الجريري عن يعلى بن عطاء قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم ...» ولم أعثر عليه فيما بين يديّ من المصادر.