قوله : (وَشارِكْهُمْ فِي الْأَمْوالِ وَالْأَوْلادِ) : قال الحسن : شركته إيّاهم في الأموال أنّه أمرهم ، أي : وسوس إليهم ، فأخذوها من حرام وأنفقوها في غير حقّها. وشركته إيّاهم في الأولاد أنّ الله أعطاهم أولادا على الفطرة فصبغوهم يهودا ونصارى أو مجوسا أو عابدي وثن.
وقال الكلبيّ : شركته إيّاهم في الأموال ما كانوا يحرّمون ممّا أحل الله لهم ، وكلّ ما أصابوا من غير حلّه ووضعوه في غير حقّه. وشركته إيّاهم في الأولاد ما ولد من الزنا.
قوله : (وَعِدْهُمْ) : أي : بالأماني ، أي : بأنّه لا بعث ولا حساب ولا جنّة ولا نار. وهذا وعيد من الله للشيطان ، كقول الرجل : اذهب فاجهد عليّ جهدك ، وليس على وجه الأمر له.
قال : (وَما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً) (٦٤).
قال : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ) : يعني المؤمنين ، أي : من يلقى الله مؤمنا فليس له عليهم سلطان أن يضلّهم. (وَكَفى بِرَبِّكَ وَكِيلاً) (٦٥) : أي حرزا ومانعا لعباده المؤمنين.
قوله : (رَبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ) : أي يجريها في البحر (لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ) : أي طلب التجارة في البحر (إِنَّهُ كانَ بِكُمْ رَحِيماً) (٦٦) : فبرأفته ورحمته سخّر لكم ذلك. والرحمة على الكافر في هذا رحمة الدنيا.
(وَإِذا مَسَّكُمُ الضُّرُّ) : أي الأهوال (فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ) : أي ما تدعون من دونه ضلّ عنكم. قال : (إِلَّا إِيَّاهُ) تدعونه. كقوله : (بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ) [الأنعام : ٤١] ، يعلمون أنّه لا ينجيهم من الغرق إلّا الله. قال : (فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى الْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ) : عن الذي نجّاكم ورجعتم إلى شرككم (وَكانَ الْإِنْسانُ كَفُوراً) (٦٧) : يعني المشرك.
قال : (أَفَأَمِنْتُمْ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمْ جانِبَ الْبَرِّ) : كما خسف بقوم لوط وبقارون. (أَوْ