قال : فذلك المقام المحمود الذي وعده الله.
قوله : (وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ :) يعني مدخله المدينة حين هاجر إليها. أمره الله بهذا الدعاء. (وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ :) قال الحسن : مخرج صدق ، أي : إلى قتال أهل بدر ؛ وقد كان الله أعلمه أنّه سيقاتل المشركين ببدر ، ثمّ يظهره الله عليهم. وقال بعضهم : (أدخلني مدخل صدق) : الجنّة (وأخرجني مخرج صدق) أخرجه الله من مكّة إلى الهجرة بالمدينة.
(وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً) (٨٠) : فأظهره الله عليهم يوم بدر فقتلهم.
وقال بعضهم : علم نبيّ الله ألّا طاقة له بهذا الأمر إلّا بسلطان ، فسأل سلطانا نصيرا. أي : لكتاب الله ولحدوده ولفرائضه ولإقامة الدين.
وقال مجاهد : (سلطانا نّصيرا) أي : حجّة بيّنة.
قوله : (وَقُلْ جاءَ الْحَقُّ :) أي القرآن. (وَزَهَقَ الْباطِلُ :) أي إبليس (إِنَّ الْباطِلَ كانَ زَهُوقاً) (٨١) : والزّهوق : الداحض الذاهب.
قوله : (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ :) أي ينزّل الله من القرآن (ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً) (٨٢) : أي كلّما جاء من القرآن شيء كذّبوا به فازدادوا فيه خسارا إلى خسارهم.
قوله : (وَإِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ :) يعني المشرك ، أعطيناه السعة والعافية. (أَعْرَضَ :) عن الله وعن عبادته (وَنَأى بِجانِبِهِ :) أي تباعد عن الله مستغنيا عنه. وقال مجاهد : تباعد منّا ، وهو واحد. (وَإِذا مَسَّهُ الشَّرُّ :) أي الأمراض والشدائد. (كانَ يَؤُساً) (٨٣) : يقول : يئس أن يفرّج ذلك عنه ، لأنّه ليست له نية ولا حسبة (١) ولا رجاء.
(قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ :) أي على ناحيته ونيّته ؛ أي : المؤمن على إيمانه ،
__________________
(١) في ق وع ، وفي ز ورقة ١٨٨ : «ولا حسبة» ، وهو أصحّ ، وفي د وج : «ولا خشية».