العذاب ، أي شدّته.
وقال بعضهم : بعث الله عليهم هذا الحيّ من العرب فهم منهم في عذاب إلى يوم القيامة ، يعني : بالجزية والذلّ ، يعني أهل الكتاب (١).
(إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقابِ) : قال الحسن : إذا أراد الله أن يعذّب قوما كان عذابه إيّاهم أسرع من الطرف. (وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) (١٦٧) : أي لمن تاب وآمن وعمل صالحا.
قوله : (وَقَطَّعْناهُمْ فِي الْأَرْضِ) : [أي فرّقناهم] (٢) (أُمَماً) : مختلفين. قال الحسن : بني إسرائيل. وقال مجاهد : يعني اليهود. (مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ) : يعني المؤمنين (وَمِنْهُمْ دُونَ ذلِكَ) : يعني المنافقين ، ومنهم مشركون (٣). (وَبَلَوْناهُمْ) : أي ابتليناهم ، أي اختبرناهم (بِالْحَسَناتِ وَالسَّيِّئاتِ) : أي بالشدّة والرخاء. (لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (١٦٨) : أي لكي يرجعوا إلى الإيمان.
قال : (فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ) : أي من بعد الماضين (خَلْفٌ) : والخلف هو الخلف السوء ، والخلف الصالح (٤). قال بعضهم : الخلف اليهود. وقال مجاهد : النصارى بعد اليهود. وقال بعضهم : الخلف من كلّ ، وهو الخلف السوء من جميع الخلق.
قال : (وَرِثُوا الْكِتابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هذَا الْأَدْنى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنا وَإِنْ يَأْتِهِمْ
__________________
(١) ذلك يوم كان المسلمون مؤمنين حقّا. ويوم كان الإسلام في عزّ ومنعة من أهله. أمّا اليوم فقد تغيّرت الأوضاع ، وأصبح بعض العرب في ذلّ من اليهود ، يسامون سوء الهوان ، ويخرجون من ديارهم بغير حقّ. وسيبقون كذلك إلى أن يعودوا إلى دينهم الحقّ ، وينبذوا ما بينهم من عداوة وبغضاء ، ويجتمعون كلّهم حول كلمة «لا إله إلّا الله محمّد رسول الله». (إِنَّ اللهَ لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ) [الرعد : ١١].
(٢) زيادة من ز ، ورقة ١١٢.
(٣) كذا في ق : «يعني المنافقين ومنهم مشركون». وفي ع : «يعني المنافقين وهم المشركون» ، وفي ج ود : «يعني المنافقين وهم مشركون». وفي ز ، ورقة ١١٢ : «يعني كفّارا». وهذا نموذج من الخلط أو الزيادة التي تأتي من قبل النسّاخ غالبا عن قصد أو غير قصد.
(٤) انظر : الخطابي ، غريب الحديث ، ج ١ ص ٥٤.