عَرَضٌ مِثْلُهُ يَأْخُذُوهُ) : [قال مجاهد : يعني ما أشرف لهم في اليوم من حلال أو حرام أخذوه ويتمنّون المغفرة ، وإن يجدوا الغد غيره يأخذوه] (١). وقال الحسن : لو عرضت لهم الدنيا ومثلها معها لاصطلموها (٢) ولتمنّوا المغفرة بعد ذلك.
قوله : (أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثاقُ الْكِتابِ أَنْ لا يَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلَّا الْحَقَّ وَدَرَسُوا ما فِيهِ) : أي وقرأوا ما فيه ، أي ما في هذا الكتاب بخلاف ما يقولون وما يعملون. (وَالدَّارُ الْآخِرَةُ) : يعني الجنّة (خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ) : والتقوى اسم جامع لخصال الإيمان (أَفَلا تَعْقِلُونَ) (١٦٩) : يقول : أفلا تعقلون ما تدرسون؟ ينبّههم لكي ينتبهوا.
قوله : (وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتابِ وَأَقامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ) (١٧٠) : قال الحسن : هؤلاء أهل الإيمان منهم. وقال مجاهد : من آمن من اليهود والنصارى.
قوله : (وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّوا أَنَّهُ واقِعٌ بِهِمْ خُذُوا ما آتَيْناكُمْ بِقُوَّةٍ) : أي بجدّ. (وَاذْكُرُوا ما فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (١٧١) : أي واحفظوا ما فيه ، أي : من الأمر والنهي فاعملوا به. قال بعضهم : اقتلع الجبل من أصله ، فأشرف به عليهم فقال : لتأخذنّ أمري أو لأرمينّكم به (٣).
قوله : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا) : ذكروا عن عطاء بن السايب عن سعيد بن جبير عن ابن عبّاس قال : أهبط الله آدم بالهند بأرض يقال لها بجنا (٤) ، ثمّ مسح على ظهره فأخرج منه
__________________
(١) زيادة من ز ، ورقة ١١٢ ، ومن تفسير مجاهد ، ص ٢٤٩.
(٢) وردت هذه الكلمة في ق وع بلفظ : «لاصطلحوها» ، وفي ج ود : «لاصطلموها» ولست مطمئنّا للكلمتين معا اللهمّ إلّا أن تكون الكلمة الثانية : «لاصطلموها» هي الصحيحة ، بمعنى لقضوا عليها عن آخرها ، لأنّ معنى اصطلم ، قطعه واستأصله. ويبدو أنّ في الكلمة تصحيفا لم أهتد إليه ، ولم أجد من روى هذا الخبر عن الحسن فيما بين يديّ من المصادر.
(٣) انظر ما سلف ، ج ١ ، تفسير الآيتين ٥٤ و ٦٣ من سورة البقرة.
(٤) كذا وردت هذه الكلمة «بجنا» في ق وع ، وفي د وج «لحما» هكذا بدون نقط. وانظر تحقيقا مفصّلا لهذا ـ