كلّ نسمة هو خالقها إلى يوم القيامة ، ثمّ قال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى شَهِدْنا). ثمّ أعادهم في صلب آدم.
وقال الكلبيّ : مسح ظهر آدم فأخرج منه كلّ خلق هو خالقه إلى يوم القيامة ثمّ قال : (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) ، فقال للملائكة : اشهدوا ، فقالوا : شهدنا.
قوله : (أَنْ تَقُولُوا) : أي لئلّا تقولوا : (يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هذا غافِلِينَ) (١٧٢).
قال : (أَوْ تَقُولُوا إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ) : [وجدناهم على ملّة فاتّبعناهم] (١) (أَفَتُهْلِكُنا بِما فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ) (١٧٣).
قال الله : (وَكَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ) : أي هكذا نبيّن الآيات (وَلَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (١٧٤) : أي إلى الإيمان.
قوله : (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها) : أي كفر (فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) (١٧٥) : أي الضالّين.
ذكروا عن مجاهد قال : هو بلعام بن بعران (٢). وقال بعضهم هو بلعم آتاه الله علما فتركه وكفر. وبعضهم يقول : هو أمية بن أبي الصلت. ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال في أميّة بن أبي الصلت : آمن شعره وكفر قلبه (٣).
__________________
ـ العلم في تفسير الطبري ، ج ١٣ ، ص ٢٢٥ ـ ٢٢٦ حيث يرجّح المحقّق أنّها «دجنا» ، وهي تعريب ل : «دهنج» التي في أرض الهند ، والله أعلم.
(١) زيادة من ز ، ورقة ١١٢.
(٢) كذا في المخطوطات الأربع ، وفي تفسير الطبري ، ج ١٣ ص ٢٥٣ : «بلعم بن أبر» ، و «بلعم بن باعر». وفي تفسير مجاهد ، ص ٢٥٠ : «بلعام بن باعر».
(٣) أورد هذا الخبر بعض المفسّرين في سبب نزول الآية ، مثل الطبريّ والقرطبيّ. ورواه مسلم في كتاب الشعر عن الشريد بن سويد الثقفي (رقم ٢٢٥٥) وفي بعض ألفاظه : «فلقد كاد يسلم في شعره». ورواه ابن ـ