يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً) : أي ولا تستطيع الأوثان أن تنصر من عبدها. (وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ) (١٩٢) : أي : ولا تنصر الأوثان أنفسها. قال في آية أخرى : (وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ) أي الوثن (وَالْمَطْلُوبُ) (٧٣) [الحج : ٧٣] أي الذباب.
قال : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى) : يعني المشركين (لا يَتَّبِعُوكُمْ) : أخبر بعلمه فيهم. (سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ) (١٩٣) : وهو كقوله : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) (٦) [البقرة : ٦].
قوله : (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ) : يقوله للمشركين ، يعني أوثانهم (عِبادٌ أَمْثالُكُمْ) : أي مخلوقون (فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (١٩٤) أنّهم آلهة.
ثمّ قال : (أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها) : على الاستفهام ، يعني الأوثان (أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها) : أي : إنّه ليس لهم شيء من هذا ، كقوله : (أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ) [النحل : ٢١] (قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ) : يعني أوثانكم التي أشركتموها بالله. (ثُمَّ كِيدُونِ) : أنتم وأوثانكم (فَلا تُنْظِرُونِ) (١٩٥) : أي : اجهدوا عليّ جهدكم (١).
قال : (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ) : أي : القران ، وأولياؤكم أنتم أيّها المشركون الشياطين. قال : (وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ) (١٩٦) : أي : يتولّى المؤمنين ، وهو وليّهم.
(وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ) : يعني الأوثان (لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ) : من عذاب الله (وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ) (١٩٧) : ثمّ قال : (وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى) : يعني المشركين (لا يَسْمَعُوا) : أي : الحجّة ، لا يسمعونها سمع قبول ، وقد سمعوها باذانهم
__________________
(١) انظر لزيادة الإيضاح تفسير الطبريّ ، ج ١٣ ص ٣٠٣ ـ ٣١٧. وانظر : ابن قتيبة ، تأويل مشكل القران ، ص ٢٥٨ ـ ٢٥٩.