إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٣ ]

تفسير كتاب الله العزيز [ ج ٣ ]

100/412
*

اضرب به صفحتها ؛ وربما قال : اليمنى ، وربما لم يقل ، ثمّ لا تأكل منها أنت ولا رفقتك ، وخلّ بينها وبين الناس يأكلونها (١). وهذا في التطوّع.

وذكر ذلك غير واحد عن ابن عبّاس إلّا أنّ بعض رواة ابن عبّاس قال في البدنة التطوّع إذا أصيبت : ينحرها ويجعل أخفافها في دمها ولا يأكل منها. وذكر مجاهد عن ابن عبّاس قال : إذا أكلت من التطوّع فأبدل (٢).

قوله : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً) : أي حجّا وذبحا (لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلى ما رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعامِ) : وقد فسّرناه في الآية الأولى (٣).

قوله : (فَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا) : يقوله للمشركين. قوله : (وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ) (٣٤) : تفسير الحسن أنّ المخبتين هم الخاشعون. والخشوع : المخافة الثابتة في القلب. وقال بعضهم : المخبتون المطمئنّون بالإيمان ، كقوله : (فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ) [الحج : ٥٤] أي خافت قلوبهم ، أي : فتطمئنّ قلوبهم. وقال : (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللهِ أَلا بِذِكْرِ اللهِ) [الرعد : ٢٨].

قوله : (الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) : أي خافت قلوبهم. (وَالصَّابِرِينَ عَلى ما أَصابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ) : أي المفروضة ، وهي الصلوات الخمس يحافظون على وضوئها ومواقيتها وركوعها وسجودها. (وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ) (٣٥) : أي الزكاة المفروضة.

قوله : (وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ) : أي أجر في نحرها

__________________

(١) أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه أبو داود في كتاب المناسك من طريقين ، باب في الهدي إذا عطب قبل أن يبلغ (رقم ١٧٦٢). وأخرجه مسلم في الحجّ ، باب ما يفعل بالهدي إذا عطب في الطريق ، عن ابن عبّاس (رقم ١٣٢٥ و ١٣٢٦) ولفظه : «إن عطب منها شيء فخشيت عليه موتا ، فانحرها ثمّ اغمس نعلها في دمها ، ثمّ اضرب به صفحتها ، ولا تطعمها أنت ولا أحد من أهل رفقتك». وانظر ترجمة ذؤيب ، والد قبيصة ، في الاستيعاب لابن عبد البرّ ، ج ٢ ص ٤٦٤ ، وكان ذؤيب هذا صاحب بدن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، كان يبعث معه الهدي.

(٢) كذا في ب وع ، وفي سع ورقة ٤١ ونسب هذا القول إلى عمر بن الخطّاب.

(٣) انظر ما سلف قريبا في هذا الجزء ، تفسير الآية ٢٨ من هذه السورة.