يحمل على بدنته العقب.
ذكروا أنّ جابر بن عبد الله سئل عن ركوب البدنة فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : اركبها بالمعروف حتّى تجد ظهرا (١). ذكروا عن هشام بن عروة عن أبيه قال : البدنة إن احتاج سائقها فإنّه يركبها غير فادح ، ويشرب من فضل فصيلها.
ذكروا عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أشعر بدنته من جانب السنام الأيمن ، ثمّ سلت عنها الدم ، ثمّ قلّدها نعلين (٢).
ذكروا عن ابن عمر أنّه أشعر الهدي من جانب السنام الأيسر ، إلّا القلوصين الصعبين فإنّه كان يطعنهما بالحربة ، هذا من الأيمن وهذا من الأيسر.
قوله تعالى : (ثُمَّ مَحِلُّها إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) ذكروا عن عطاء قال : كلّ هدي دخل الحرم ثمّ عطب فقد بلغ محلّه إلّا هدي المتعة فإنّه لا بدّ أن يهرق دما يوم النحر. وروى بعضهم عن عطاء قال : إلّا هدي المتعة وهدي المحصر بالحجّ.
ذكروا عن عائشة أنّها قالت : إذا عطب الهدي فكلوه ، ولا تدعوه للكلاب والسباع ؛ فإن كان واجبا فاهدوا مكانه هديا آخر ، وإن لم يكن واجبا فإن شئتم فاهدوا ، وإن شئتم فلا تهدوا.
ذكروا عن ابن عبّاس أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث بالبدن مع رجل ، وأمره فيها بأمره. فلمّا قفّى (٣) رجع فقال : ما أصنع بما أزحف (٤) منها؟ قال : انحرها واصبغ أخفافها في دمها ، ثمّ
__________________
ـ المهداة لمن احتاج إليها ، (رقم ١٣٢٢ ـ ١٣٢٣) عن أبي هريرة وعن أنس.
(١) حديث صحيح أخرجه مسلم في نفس الباب (رقم ١٣٢٤) من طريقين عن جابر ، وفي أحدهما : «اركبها بالمعروف إذا ألجئت إليها حتّى تجد ظهرا».
(٢) رواه مسلم في كتاب الحجّ ، باب تقليد الهدي لإشعاره عند الإحرام عن ابن عبّاس (رقم ١٢٤٣) والإشعار هو جرح البدنة المهداة حتّى يعلم أنّ تلك البدنة هدي ، فإذا ضلّت ردّت ولا تمسّ بسوء وإذا اختلطت بالإبل تميّزت فردّت. وأخرجه أبو داود في كتاب المناسك ، باب في الإشعار ، عن ابن عبّاس (رقم ١٧٥٢).
(٣) في ب : «أقفى» ، وفي سع ورقة. ٤١ و : «قفا» والصحيح ما أثبتّه من اللسان : «قفى» أي ذهب موليا.
(٤) أزحف البعير وزحف : إذا أعيا ووقف من الكلال.