(وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ) (٣٠) : الكذب على الله ، يعني الشرك (١).
قال : (حُنَفاءَ لِلَّهِ) : أي مخلصين لله ، وقال بعضهم : حجّاجا لله مخلصين (غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ).
قوله : (وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ) : أي سقط من السماء ، أي : من البعد من الله (فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكانٍ سَحِيقٍ) (٣١) : أي في مكان بعيد.
قال الحسن : شبّه الله أعمال المشركين بالشيء يخرّ من السماء فتخطّفه الطير فلا يصل إلى الأرض ، أو تهوي به الريح في مكان سحيق ، أي بعيد ، فيذهب فلا يوجد له أصل ، ولا يرى له أثر. يعني أنّه ليس (٢) لأعمال المشركين عند الله قرار لهم به عنده خير في الآخرة.
قوله : (ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ) (٣٢) : تفسير مجاهد : استعظام البدن واستسمانها واستحسانها.
ذكروا أنّ رجلا سأل ابن عمر عن أعظم الشعائر فقال : أو في شكّ أنت منها؟ ، هذا أعظم الشعائر ، يعني البيت. وتفسير الحسن (شَعائِرَ اللهِ) يعني دين الله كلّه.
قوله : (لَكُمْ فِيها مَنافِعُ إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى) : ذكر عطاء عن ابن عبّاس قال : الأجل المسمّى إلى أن تقلّد وتشعر ، وهي البدن ينتفع بظهرها ويستعان بها.
(ثُمَّ مَحِلُّها) : أي إذا قلّدت وأشعرت (إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ) (٣٣). وقال مجاهد أيضا : هي البدن ينتفع بها حتّى تقلّد. ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم رأى رجلا يسوق بدنة فقال : اركبها ، قال : إنها بدنة ، قال : اركبها ، قال : إنّها بدنة ، قال : اركبها ويحك (٣). ذكر عطاء قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) ليسا شيئا واحدا. وقد روى ابن جرير الطبريّ في تفسيره ، ج ١٧ ص ١٥٤ بسند. «عن أيمن بن خريم أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قام خطيبا فقال : أيّها الناس عدلت شهادة الزور بالشرك بالله ، مرّتين ، ثمّ قرأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم : (فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ).
(٢) كذا وردت هذه الجملة في كلّ من ب ، وع ، وز ورقة ٢٢٢ وسع : «ليست لأعمال المشركين» والصحيح ما أثبتّه : «ليس».
(٣) حديث صحيح متّفق عليه. أخرجه البخاريّ في كتاب الحجّ ، باب ركوب البدن ، عن أبي هريرة وعن أنس. وفيه : «اركبها ويلك أو ويحك». وأخرجه مسلم في كتاب الحجّ أيضا ، باب جواز ركوب البدنة ـ