قوله : (ما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) : أي ما عظّموا الله حقّ عظمته بأن عبدوا الأوثان من دونه التي إن سلبها الذباب الضعيف شيئا لم تستطع أن تمتنع منه. (إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٧٤) : أي بقوّته وعزّته ذلّ من دونه.
قوله : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) : أي يختار من الملائكة رسلا (١) (وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ) (٧٥).
(يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) : أي من أمر الآخرة (وَما خَلْفَهُمْ) : أي من أمر الدنيا [إذا كانا في الآخرة] (٢) (وَإِلَى اللهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ) : (٧٦) أي يوم القيامة.
قوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) : يعني الصلاة المكتوبة (٣) (وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ) : أي لا تعبدوا غيره (وَافْعَلُوا الْخَيْرَ) : أي في وجهتكم (لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) : (٧٧) : أي لكي تفلحوا.
قوله : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ حَقَّ جِهادِهِ) : وهو مثل قوله : (اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ) [آ ل عمران : ١٠٢]. وهما منسوختان ؛ نسختهما الآية التي في التغابن : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) [التغابن : ١٦].
قوله : (هُوَ اجْتَباكُمْ) : أي هو اصطفاكم. ويقال : هو اختاركم لدينه ، وهو واحد.
قوله : (وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) : أي من ضيق.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : خير دينكم أيسره (٤). وقال [قتادة] (٥) : إنّ كتاب الله قد
__________________
(١) قال الفرّاء في المعاني ج ٢ ص ٢٣٠ : (اللهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) اصطفى منهم جبريل وميكائيل وملك الموت وأشباههم. ويصطفي من الناس الأنبياء».
(٢) زيادة من ز ورقة ٢٢٤ ، ومن سع ورقة ٤٣ و.
(٣) قال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٢٣١ : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا) : كان الناس يسجدون بلا ركوع ، فأمروا أن تكون صلاتهم بركوع قبل السجود».
(٤) أخرجه أحمد في مسنده ، وأخرجه البخاريّ في الأدب ، والطبرانيّ عن محجن بن الأدرع الأسلميّ. ورواه الطبرانيّ أيضا من طريق عمران بن حصين.
(٥) زيادة لا بدّ من إثباتها كما جاءت في سع ورقة ٤٣. حتّى لا يتوهّم القارئ أنّ ما يلي من تمام الحديث.