قوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ) : أي بأجنحتها (كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ) : قال مجاهد : الصلاة للإنسان ، يعني المؤمن ، والتسبيح لما سوى ذلك من خلقه. (وَاللهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ) (٤١).
قوله : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى اللهِ الْمَصِيرُ) (٤٢) : أي البعث.
قوله : (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يُزْجِي سَحاباً) : أي ينشئ سحابا (١). (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ:) أي يجمع بعضه إلى بعض (ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكاماً) : [أي : بعضه على بعض] (٢) (فَتَرَى الْوَدْقَ) : أي المطر (يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) : أي من خلال السحاب.
قال : (وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ مِنْ جِبالٍ فِيها مِنْ بَرَدٍ) : أي ينزل من تلك الجبال التي هي من برد ، والتي هي في السماء (فَيُصِيبُ بِهِ) : أي بذلك البرد (مَنْ يَشاءُ) فيهلك الزرع. كقوله : (رِيحٍ فِيها صِرٌّ) أي : برد (أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ فَأَهْلَكَتْهُ) [آل عمران : ١١٧].
وما أصاب العباد من مصيبة فبذنوبهم ، وما يعفو الله عنه أكثر. كقوله : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ) (٣٠) [الشورى : ٣٠]. ذكروا أنّ رجلا قال لابن عبّاس : بتنا الليلة نمطر الضفادع. قال ابن عبّاس : صدقت ، إنّ في السماء بحارا.
قوله : (وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشاءُ) : أي يصرف ذلك البرد عمّن يشاء. (يَكادُ سَنا بَرْقِهِ) : أي ضوء برقه (يَذْهَبُ بِالْأَبْصارِ) (٤٣).
ذكروا عن عروة بن الزبير قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : إذا رأى أحدكم البرق أو الودق فليسبحنّ الله ولينعت (٣).
__________________
(١) كذا في المخطوطات وفي سع وفي ز : «ينشئ السحاب» وأصل الإزجاء هو الدفع والسوق برفق. قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٦٧ : (يُزْجِي سَحاباً) أي : يسوق ، وقال الفرّاء في المعاني ، ج ٢ ص ٢٥٦ : «وقوله : (يُزْجِي سَحاباً) يسوقه حيث يريد ، والعرب تقول : نحن نزجي المطيّ أي : نسوقه. اللهمّ إلّا إن أراد المؤلّف الإشارة إلى قوله تعالى في سورة الرعد : (وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) الآية : ١٢.
(٢) زيادة من ز ، ورقة ٥٤ ظ.
(٣) كذا ورد هذا الحديث مرسلا بلفظ : «فليسبحنّ الله وليبعث» في ب وع ، وبلفظ : «فلا يشر إليه ولينعت» في سع ورقة ٥٤ ظ. وفي الدرّ المنثور للسيوطيّ ، ج ٤ ص ٥٠ مايلي : «وأخرج الشافعيّ عن عروة بن الزبير ـ