لَمْ يَنْتَهِ الْمُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ) وكلّ هؤلاء منافقون ، لئن لم ينتهوا ويكفّوا عن إظهار نفاقهم وإرجافهم (لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ) يا محمّد (ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها) أي : في المدينة (إِلَّا قَلِيلاً) (٦٠) ثمّ قال : (مَلْعُونِينَ أَيْنَما ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلاً) (٦١) قال : (سُنَّةَ اللهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ) [الأحزاب : ٦٠ ـ ٦٢] أي : من قبلك يا محمّد من الأنبياء ، يقول : هكذا كانت سنّة الله في منافقي أمّتك : القتل إن لم ينتهوا ويكفّوا ؛ فانتهوا وكفّوا ، فكفّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن قتالهم (١).
قوله : (أَلا إِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ) : أي من النفاق ، يعني المنافقين (وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ) : يقول للنبيّ : ويوم يرجعون إليه ، أي : يوم القيامة (فَيُنَبِّئُهُمْ) : أي فيخبرهم (بِما عَمِلُوا) : أي من النفاق والكفر (وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (٦٤) : أي فلا أعلم منه سبحانه.
* * *
__________________
(١) هذه الفقرة كلّها غير واردة في سع ولا في ز ، فهي من زيادات الشيخ هود الهواريّ ولا شكّ.