(٦٣)). ذكر بعضهم قال : إنّ الله تبارك وتعالى قال : ادخلوا الجنّة برحمتي واقتسموها بأعمالكم.
قوله : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) : قال بعضهم : هذا قول جبريل عليهالسلام. احتبس عن النبيّ عليهالسلام في بعض الوحي ، فقال نبيّ الله عليهالسلام : «ما جئت حتّى اشتقت إليك». فقال جبريل : (وَما نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ) (١).
(لَهُ ما بَيْنَ أَيْدِينا) : من أمر الآخرة (وَما خَلْفَنا) : أي من أمر الدنيا ، أي : إذا كنّا في الآخرة (وَما بَيْنَ ذلِكَ) : من أمر الدنيا والآخرة. وقال الكلبيّ : هو البرزخ ، يعني ما بين النفختين. قوله : (وَما كانَ رَبُّكَ نَسِيًّا) (٦٤) ولكنّ الأمر إليه ليس إلينا (٢).
(رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ) : قال الحسن : أي لما فرض عليك. قوله : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) : (٦٥) أي هل تعلم له عدلا ، أي من قبل المساماة.
ذكروا عن الحسن قال : الله والرحمن اسمان ممنوعان لم يستطع أحد من الخلق أن ينتحلهما. وقوله : (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) على الاستفهام ، أي : إنّك لا تعلمه. أي : لا سمّي يخلق كخلقه ، ويرزق كرزقه. وهو من باب المساماة.
قوله : (وَيَقُولُ الْإِنْسانُ أَإِذا ما مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا) (٦٦) : هذا المشرك يكذّب بالبعث. وقد ذكروا أنّه قول أبيّ بن خلف للنبيّ عليهالسلام حيث جاءه بعظم نخر ففتّه بيده ثمّ قال : يا محمّد ، أيحيي الله هذا؟ وتفسيره في سورة يس.
قال تعالى : (أَوَلا يَذْكُرُ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً) (٦٧) : أي فالذي خلقه ولم يكن شيئا قادر على أن يبعثه يوم القيامة. ثمّ أقسم بنفسه فقال : (فَوَ رَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ) : يعني المشركين (وَالشَّياطِينَ) : الذين دعتهم إلى عبادة الأوثان. (ثُمَ
__________________
(١) أورد عكرمة وقتادة والضحّاك والكلبيّ هذا الخبر بلفظ : «قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أبطأت عليّ حتّى ساء ظنّي وحتّى اشتقت إليك». وأخرج البخاريّ في كتاب التوحيد ، باب : (ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين) ، عن ابن عبّاس أنّ النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : يا جبريل ، ما يمنعك أن تزورنا أكثر ممّا تزورنا؟ فنزلت : (وما نتنزّل إلّا بأمر ربّك). انظر السيوطي ، الدرّ المنثور ، ج ٤ ص ٢٧٨ ، وتفسير القرطبي ، ج ١١ ص ١٢٨ ـ ١٢٩.
(٢) وردت هذه العبارة فى ب وع دون سع وز. وهذا يدلّ على أنّ المخطوطات ليست واحدة.