كذبوا على الله ، وبالذين آذوا الله. فأمّا الذين كذّبوا الله فالذين كذّبوا رسله وكتبه ، وأمّا الذين كذبوا على الله فالذين زعموا أنّ له ولدا ، وأمّا الذين آذوا الله فالمصوّرون.
قوله : (ثُمَّ لَنَحْنُ أَعْلَمُ بِالَّذِينَ هُمْ أَوْلى بِها صِلِيًّا) : (٧٠) يعني الذين يصلونها. وقال بعضهم : أشدّ عذابا.
قوله : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها كانَ عَلى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيًّا) : (٧١) يعني قسما كائنا (١).
ذكروا عن ابن مسعود أنّه قال في تفسيرها : الصراط على جهنّم مثل حدّ السيف ، والملائكة معهم كلاليب من حديد ، كلّما وقع رجل منهم اختطفوه. قال : فيمرّ الصنف الأوّل كالبرق ، والثاني كالريح ، والثالث كأجود الخيل ، والرابع كأجود البهائم. والملائكة يقولون : اللهمّ سلّم سلّم.
ذكر مجاهد عن ابن عبّاس أنّه سئل عن هذه الآية وعنده نافع بن الأزرق وإيّاس بن مضرّب (٢) فقال نافع بن الأزرق : أمّا الكفّار فيردونها ، وأمّا المؤمنون فلا يردونها. فقال ابن عبّاس : أمّا أنا وإيّاس (٣) فإنّا سنردها ، وانظر هل نخرج منها أو لا؟.
ذكروا عن الحسن أنّه قال : (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وارِدُها) أي إلّا داخلها ، فيجعلها الله بردا وسلاما على المؤمنين ، كما جعلها على إبراهيم.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : لا يدخل النار من شهد بدرا والحديبية ؛ فقالت حفصة : بلى.
__________________
ـ من النار : القطعة منها.
(١) كذا في المخطوطتين وفي سع : «قسما كائنا». وفي تفسير الطبريّ ج ١٦ ص ١٠٨ : (كانَ عَلى رَبِّكَ) يا محمّد إيراد هموها قضاء (مقضيّا) قد قضى ذلك وأوجبه في أمّ الكتاب».
(٢) كذا في سع ورقة ٢٤ و : «إيّاس بن مضرّب» ، وفي ع وردت الكلمة مصحّفة هكذا : «أنس بن مصر» ، وفي ب جاء الاسم غير واضح ، ولم أجد فيما بين يديّ من المصادر اسم إيّاس بن مضرّب ، اللهمّ إلّا أن يكون إيّاس بن مضارب العجلي الذي كان على الشرطة أيّام فتنة ابن الزبير ، وقتل بالكوفة سنة ستّ وستّين للهجرة. انظر أخباره في تاريخ الطبريّ ، ج ٦ ص ١٠ ـ ٢٠.
(٣) كذا في سع وفي ب : «أمّا أنا وإيّاس» وفي ع : «أمّا أنا وإيّاك» ، وهو خطأ صوابه : «أمّا أنا وأنت». وفي تفسير الطبري ج ١٦ ص ١١١ : «أمّا أنا وأنت يا أبا راشد». وهي كنية نافع بن الأزرق.