الْمُنافِقِينَ) (١١) : وهي مثل قوله : (فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ) ، وقد فسّرنا ذلك في الآية الأولى. وهذا كلّه علم الفعال.
وما بعد هذه العشر الآيات مكّيّة كلّها ، وهذه العشر مدنيّة ، نزلت بعد ما بعدها من هذه السورة ، وهي قبل ما بعدها في التأليف.
قوله : (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنا) : الذي نحن عليه (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) : أي فيما اتّبعتمونا فيه ، أي : ما كان فيه من إثم فهو علينا ، وهذا منهم إنكار للبعث والحساب.
قال الله : (وَما هُمْ بِحامِلِينَ مِنْ خَطاياهُمْ) : أي من خطايا المؤمنين (مِنْ شَيْءٍ) لو اتّبعوهم (إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ) (١٢) : أي لا يحملون خطاياهم.
قال : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ) : يعني آثامهم ، أي آثام أنفسهم (وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ:) أي يحملون مثل ذنوب من اتّبعهم على الضلالة ، ولا ينقص ذلك من ذنوب من اتّبعوهم شيئا.
ذكروا عن الحسن قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أيّما داع دعا إلى هدى فاتّبع عليه كان له مثل أجر من اتّبعه ولا ينقص من أجورهم شيئا. وأيّما داع دعا إلى ضلالة فاتّبع عليها كان عليه وزر من عمل بها ولا ينقص من أوزارهم شيئا (١).
ذكروا عن ابن مسعود في قوله : (عَلِمَتْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ) (٥) [الانفطار : ٥] مثل حديث الحسن عن النبيّ عليهالسلام.
قال : (وَلَيُسْئَلُنَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَمَّا كانُوا يَفْتَرُونَ) (١٣) : [أي يكذبون ويخترعون] (٢).
__________________
ـ المنافقين في صدورهم التكذيب بالله وبرسوله وهم يظهرون الإيمان».
(١) حديث رواه ابن ماجه في مقدّمة سننه ، باب من سنّ سنّة حسنة أو سيّئة ، عن أنس بن مالك وعن أبي هريرة بألفاظ متقاربة ، (رقم ٢٠٥ ـ ٢٠٦). وأخرجه أبو داود في كتاب السنّة ، باب لزوم السنّة (رقم ٤٦٠٩) ، عن أبي هريرة.
(٢) زيادة من مجاز أبي عبيدة ، ج ٢ ص ١١٤.