(إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ خِلافٍ) : أي اليد اليمنى والرجل اليسرى (وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ) : أي على جذوع النخل (وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنا أَشَدُّ عَذاباً وَأَبْقى) (٧١) : أي أنا أو موسى.
(قالُوا لَنْ نُؤْثِرَكَ عَلى ما جاءَنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالَّذِي فَطَرَنا) : أي ولا على الذي فطرنا أي خلقنا (١). (فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ إِنَّما تَقْضِي هذِهِ الْحَياةَ الدُّنْيا (٧٢) إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنا لِيَغْفِرَ لَنا خَطايانا وَما أَكْرَهْتَنا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقى) (٧٣) : أي خير ممّا تدعونا إليه ، وخير منك يا فرعون.
ذكروا أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : كانوا أوّل النهار سحرة وآخره شهداء (٢).
قوله : (إِنَّهُ مَنْ يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً) : أي مشركا (فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لا يَمُوتُ فِيها وَلا يَحْيى (٧٤) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) (٧٥) : قد فسّرنا الدّرجات في الجنّة في غير هذا الموضع (٣).
قوله : (جَنَّاتُ عَدْنٍ) : قد فسّرناه في سورة مريم (٤) (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) : وقد فسّرنا الأنهار أيضا. (خالِدِينَ فِيها) : لا يموتون فيها ولا يخرجون منها. (وَذلِكَ جَزاءُ مَنْ
__________________
(١) ذكر المؤلّف أحد وجهي التفسير في قوله تعالى : (وَالَّذِي فَطَرَنا) واعتبر الواو حرف عطف. ولم يشر إلى الوجه الآخر من الإعراب وهو جعل الواو واو قسم ، كأنّ السحرة أقسموا بالله الذي فطرهم إنّهم لن يؤثروا فرعون على ما جاءهم من البيّنات. وهو وجه من التأويل ذكره مفسّرون كثير ، وله حظّ من النظر كبير ، فتأمّل. انظر معاني الفرّاء ، ج ٢ ص ١٨٧ ، وتفسير الطبريّ ، ج ١٦ ص ١٨٩ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٤ ص ٥٢٩.
(٢) كذا جاء في ب ، وفي ع هذا الحديث مرفوعا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجاء في سع ورقة ٢٧ ظ منسوبا إلى قتادة. ولم أجده فيما بين يديّ من مصادر التفسير والحديث حتّى أتحقّق من سنده. وأكاد أجزم أنّه ليس حديثا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقد نسبه ابن جرير الطبريّ إلى ابن عبّاس مرّة ، وإلى عبيد بن عمير مرّة ، وإلى قتادة وإلى مجاهد أيضا. انظر تفسر الطبريّ ج ١٣ ص ٣٦ (طبعة دار المعارف). وانظر الدر المنثور ، ج ٣ ص ١٠٧.
(٣) انظر ما سلف قريبا في هذا الجزء ، تفسير الآية ٦٢ من سورة مريم.
(٤) انظر في هذا الجزء تفسير الآية ٦١ من سورة مريم.