قوله : (أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (٧٧) وَضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ) : أي وقد علم أنّا خلقناه ، أي : فكما خلقناه فكذلك نعيده. (قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَهِيَ رَمِيمٌ) (٧٨) : أي وهي رفات.
ذكروا عن مجاهد قال : أتى أبيّ بن خلف إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم بعظم نخر ففتّه بيده فقال : يا محمّد ، أيحيي الله هذا وهو رميم؟ فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : نعم ويحييك الله بعد موتك ثمّ يدخلك النار (١).
فأنزل الله : (قُلْ) يا محمّد (يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها) : أي خلقها (أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ) (٧٩) : وهو كقوله : (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ) [الملك : ١٤] أي : بلى.
قال : (الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ) (٨٠) : فكلّ عود يزند منه النار فهو من شجرة خضراء.
قال : (أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (٨١) إِنَّما أَمْرُهُ إِذا أَرادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٨٢).
قال : (فَسُبْحانَ) : ينزّه نفسه (الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ) : تفسير الحسن : ملك كلّ شيء ، وبعضهم يقول : خزائن كلّ شيء. (وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (٨٣) : أي يوم القيامة.
* * *
__________________
(١) رواه ابن سلّام عن المعلّى عن أبي يحيى عن مجاهد ، وأخرجه ابن جرير الطبريّ عن مجاهد وعن قتادة مرسلا. ورواه الواحديّ في أسباب النزول ، ص ٣٨٥ عن أبي مالك ، وأخرجه أيضا سعيد بن منصور وابن المنذر والبيهقيّ عن أبي مالك أيضا. وانظر : الدر المنثور ، ج ٥ ص ٢٦٩.