ويافث (١).
قال : (وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ) (٧٨) : أي أبقينا عليه في الآخرين الثناء الحسن.
(سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) (٧٩) : [يعني ما كان بعد نوح] (٢) (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (٨٠) إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (٨١) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ) (٨٢) : يعني من سوى الذين كانوا معه في السفينة.
قال : (وَإِنَّ مِنْ شِيعَتِهِ لَإِبْراهِيمَ) (٨٣) : أي على منهاجه وسنّته (إِذْ جاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) (٨٤) : أي من الشرك. (إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما ذا تَعْبُدُونَ (٨٥) أَإِفْكاً) : أي كذبا (آلِهَةً دُونَ اللهِ تُرِيدُونَ) (٨٦) : على الاستفهام. أي : قد فعلتم ذلك فعبدتموهم دونه. (فَما ظَنُّكُمْ بِرَبِّ الْعالَمِينَ) (٨٧) : أي إنّه معذّبكم.
قال : (فَنَظَرَ نَظْرَةً فِي النُّجُومِ) (٨٨) : تفسير الكلبيّ : إنّهم كانوا بقرية بين البصرة والكوفة يقال لها : هرمز خرد (٣) ، وكانوا ينظرون في النجوم. فنظر نظرة في النجوم (فَقالَ إِنِّي سَقِيمٌ) (٨٩) : أي مطعون (٤).
(فَتَوَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ) (٩٠) : أي إلى عيدهم. وذلك أنّهم استدعوه (٥) لعيدهم فعصب رأسه وقال : إنّي رأيت الليلة في النجوم أنّي سأطعن غدا ، كراهية الذهاب معهم ، ولما أراد أن يفعل
__________________
(١) أخرج الطبريّ في تفسيره ، ج ٢٣ ص ٦٧ ، وفي تاريخه ، ج ١ ص ١٩٢ بسند عن قتادة عن الحسن عن سمرة عن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قوله : (وَجَعَلْنا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْباقِينَ) قال : سام وحام ويافث.
(٢) زيادة من سح ورقة ١٩٧ ، ومن ز ورقة ٢٨٨.
(٣) وودت الكلمة في ب هكذا : «مومرحرد» ، وفي ع : «من مرحرد» ، وأثبتّ ما في سح ورقة ١٩٨ حيث جاءت مضبوطة هكذا : «هرمز خرّد» بالخاء ، وفي تاريخ الطبريّ ، ج ١ ص ٣١٠ ، وج ٣ ص ٣٦٨ : «هرمر جرّد» بالجيم المكسورة ، ولم يضبطها ياقوت في معجمه ضبطا وافيا. وهي من قرى الأهواز ، فتحها خالد بن الوليد صلحا سنة اثنتي عشرة للهجرة.
(٤) جاء في معاني الفرّاء ، ج ٢ ص ٣٨٨ : «وقوله : (إِنِّي سَقِيمٌ) أي : مطعون ، من الطاعون. ويقال : إنّها كلمة فيها معراض [أي تورية] أي : إنّه في كلّ من كان في عنقه الموت فهو سقيم ، وإن لم يكن به حين قالها سقم ظاهر. وهو وجه حسن».
(٥) كذا في ع : «استدعوه». وفي سح وز : «استتبعوه» أي : طلبوا منه أن يتبعهم.