قال تعالى : (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ) : أي بالشدّة والرخاء (فِتْنَةً) : أي بلاء واختبارا (وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ) (٣٥) : أي يوم القيامة.
قوله تعالى : (وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : يقوله للنبيّ عليهالسلام (إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ) : يقولها بعضهم لبعض ، أي : يعيبها ويشتمها. قال الله تعالى : (وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ) (٣٦).
قوله : (خُلِقَ الْإِنْسانُ مِنْ عَجَلٍ) : يعني آدم ، خلق آخر ساعات النهار من يوم الجمعة بعدما خلق الخلق ، فلمّا دخل الرّوح عينيه ورأسه ولم يبلغ أسفله قال : ربّ استعجل بخلقي قد غربت الشمس. هذا تفسير مجاهد. وقال بعضهم : (مِنْ عَجَلٍ) أي خلق عجولا (١).
قال الله تعالى : (سَأُرِيكُمْ آياتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ) (٣٧) : وذلك لما كانوا يستعجلون به النبيّ عليهالسلام من العذاب لما خوّفهم به. وذلك منهم استهزاء وتكذيب. قال الحسن : يعني الموعد الذي وعده الله في الدنيا : القتل لهم والنّصرة عليهم ، والعذاب في الآخرة.
قوله تعالى : (وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) (٣٨) : هذا قول المشركين للنبيّ عليهالسلام ، متى هذا الوعد الذي تعدنا به من أمر القيامة.
قال الله تعالى : (لَوْ يَعْلَمُ الَّذِينَ كَفَرُوا حِينَ لا يَكُفُّونَ عَنْ وُجُوهِهِمُ النَّارَ وَلا عَنْ ظُهُورِهِمْ وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ) (٣٩) : وفيها تقديم ؛ أي : إنّ الوعد الذي كانوا يستعجلون به في الدنيا هو يوم لا يكفّون عن وجوههم النار ولا عن ظهورهم ولا هم ينصرون.
قوله : (بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً) : يعني القيامة (فَتَبْهَتُهُمْ) : مباهتة ، أي : تحيّرهم (فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّها وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ) (٤٠) : أي ولا هم يؤخّرون.
قوله تعالى : (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ) : [أي كذّبوهم واستهزأوا بهم] (٢) (ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ) (٤١) : أي العذاب الذي كانوا يكذّبون
__________________
(١) وهذا القول أصحّ وأحسن تأويلا ، وما فسّر القرآن مثل القرآن ، يقول الله : (وَكانَ الْإِنْسانُ عَجُولاً) (الإسراء : ١١].
(٢) زيادة من سع ورقة ٣٣ ظ ، ومن ز ورقة ٢١٥.