قال عزوجل : (وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها) : أي لا شكّ فيها (وَأَنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ) (٧).
قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) : أي المشرك يلحد في الله ، فيجعل معه الآلهة يعبدها بغير علم أتاه من الله (وَلا هُدىً) أتاه منه. (وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ:) (٨) أي قضى بعبادة الأوثان.
(ثانِيَ عِطْفِهِ) : أي ثاني رقبته (١). تفسير مجاهد ، يقول : هو معرض عن الله وعن رسوله ودينه. (لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ) : أي القتل (وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ) (٩) : أي عذاب جهنّم ، أي : يحترق بالنار. وقال الكلبيّ : إنّها نزلت في النضر بن الحارث فقتل ، أحسبه قال : يوم بدر.
(ذلِكَ بِما قَدَّمَتْ يَداكَ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (١٠).
قوله : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) : أي على شكّ (٢) (فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ) : [يقول : رضي به] (٣). (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) : هذا المنافق إذا رأى في الإسلام رخاء وطمأنينة طابت نفسه لما يصيبه من ذلك الرخاء ، وقال : أنا منكم ومعكم ، وإذا رأى في الإسلام شدّة أو بليّة لم يصبر على بليّتها ، ولم يرج عاقبتها ، (انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) أي كافرا. قال الله : (خَسِرَ الدُّنْيا) : أي ذهبت عنه وزالت (وَالْآخِرَةَ) : أي وخسر الآخرة فلم يكن له فيها نصيب (٤). قال الله : (ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ) (١١).
__________________
(١) قال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ص ٤٥ : «يقال : جاءني فلان ثاني عطفه ، أي : يتبختر من التكبّر.
قال الشماخ :
نبّئت أنّ ربيعا أن رعى إبلي |
|
يهدي إليّ خناه ثاني الجيد |
(٢) وقال أبو عبيدة في المجاز ، ج ٢ ، ص ٤٦ : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللهَ عَلى حَرْفٍ) : كلّ شاكّ في شيء فهو على حرف لا يثبت ولا يدوم. وتقول : إنّما أنت لي على حرف ، أي لا أثق بك».
(٣) زيادة من ز ورقة ٢٢٠ ومن سع ورقة ٣٩ و.
(٤) جاء في سع ورقة ٣٩ وما يلي : «وقال قتادة : يقول : إن أصاب خصبا ورفاهة في العيش وما يشتهي اطمأنّ إليه وقال : أنا على حقّ ، وأنا أعرف الذي أنا عليه ، (وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ) أي : ترك ما كان عليه من الحقّ وأنكر معرفته ...».