تحلفوا بالله أو : بحق محمد (١) خاتم النبيين صلىاللهعليهوآلهوسلم (لَتَأْتُنَّنِي بِهِ) جواب القسم (إِلَّا أَنْ يُحاطَ بِكُمْ) إلّا أن تهلكوا ، أو تغلبوا حتّى لا تطيقوا ذلك (فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ) عهدهم (قالَ اللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ) شاهد حافظ ، فأجابهم إلى إرساله معهم.
[٦٧] ـ (وَقالَ يا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا) مصر (مِنْ بابٍ واحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوابٍ مُتَفَرِّقَةٍ) خاف عليهم العين لأنهم كانوا ذوي جمال وهيئة ، معروفين بالأخوّة.
وعن النبيّ وآله صلوات الله عليهم : إن العين حق (٢) والتأثير للنفس بإذن الله (وَما أُغْنِي) أدفع (عَنْكُمْ مِنَ اللهِ مِنْ شَيْءٍ) من قضائه فيكم شيئا من الغناء أو القضاء بما قلته لكم (إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ) لا راد لقضائه (عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ) به وثقت (وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) فليثق الواثقون.
[٦٨] ـ (وَلَمَّا دَخَلُوا مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُمْ) أي من أبواب متفرقة (ما كانَ يُغْنِي عَنْهُمْ) دخولهم كذلك (مِنَ اللهِ) من قضائه (مِنْ شَيْءٍ) تصديق ل «يعقوب» (إِلَّا) لكن (حاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضاها) أي شفقة في قلبه أبداها (وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ) ففعله ، وقوله عن علم (لِما عَلَّمْناهُ) من أجل تعليمنا إياه (وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ) هم المشركون (لا يَعْلَمُونَ) ما ألهم الله أولياءه.
[٦٩] ـ (وَلَمَّا دَخَلُوا عَلى يُوسُفَ آوى) ضمّ (إِلَيْهِ أَخاهُ) «بنيامين».
قيل : (٣) أضافهم وأجلس كلا وشقيقه ، فبقى «بنيامين» فردا ، فقال : «لو كان أخي حيا لجلس معي» فأجلسه معه ، ثم أنزل كل اثنين بيتا وأنزله معه ، فبات وقال : أتحب أن أكون أخاك بدل أخيك الهالك؟ قال من يجد أخا مثلك؟ ولكن لم يلدك
__________________
(١) في «ط» : او بمحمد رسول الله.
(٢) ينظر تفسير مجمع البيان ٣ : ٢٤٩ وتفسير التبيان ٦ : ١٦٧.
(٣) نقله البيضاوي في تفسيره ٣ : ٥٩ ـ والزمخشري في تفسيره الكشّاف ٢ : ١٤٧.