على مقتضى حكمته (يُفَصِّلُ الْآياتِ) ينزّلها مفصّلة ، أو يبين دلائل وحدانيته (لَعَلَّكُمْ بِلِقاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) لكي تتأملوا فتعلموا ، أن من قدر على هذه الأمور قادر على البعث.
[٣] ـ (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ) بسطها لمنافع خلقه (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ) جبالا ثوابت (وَأَنْهاراً) قرنت بالجبال لأنها أسباب لتفجرها (وَمِنْ كُلِّ الثَّمَراتِ) من أنواعها (جَعَلَ فِيها زَوْجَيْنِ) صنفين (اثْنَيْنِ) كالحلو والحامض ونحوهما (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) يلبسه بظلمته ، وترك العكس للعلم به ، وشدده «أبو بكر» و «حمزة» و «الكسائي» (١) (إِنَّ فِي ذلِكَ) المذكور (لَآياتٍ) دلالات على وحدانيته تعالى (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) فيها.
[٤] ـ (وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ) بقاع متلاصقات مختلفات ، منها طيّبة وسبخة ، وسهلة وحزنة (٢) وصالحة للزرع لا للشجر وبالعكس ، واختلافها مع اشتراكها في الأرضية وعوارضها إنما يكون بتخصيص قادر مختار عليم حكيم (وَجَنَّاتٌ) بساتين (مِنْ أَعْنابٍ وَزَرْعٌ) ورفعه «ابن كثير» و «أبو عمرو» و «حفص» (٣) عطفا على «جنات» وكذا (وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ) جمع صنو ، وهي نخلات أصلها واحد (وَغَيْرُ صِنْوانٍ) متفرقة الأصول (يُسْقى) وقرأ «عاصم» و «ابن عامر» بالتذكير (٤) (بِماءٍ واحِدٍ وَنُفَضِّلُ) وقرأ «حمزة» و «الكسائي» بالياء (٥) (بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ) في الثمر طعما ولونا وشكلا ، وهو من دلائل قدرته تعالى (إِنَّ فِي ذلِكَ) المذكور (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) يتدبرون بعقولهم.
__________________
(١) حجة القراآت : ٣٦٨.
(٢) الحزونة كسهولة : غلاظة الأرض وشدّتها.
(٣) حجة القراآت : ٣٦٩.
(٤) حجة القراآت : ٣٦٩.
(٥) حجة القراآت : ٣٧٠.