[٥] ـ (وَإِنْ تَعْجَبْ) يا محمّد بتكذيبهم (فَعَجَبٌ) حقيق بالعجب (قَوْلُهُمْ) في إنكار البعث (أَإِذا كُنَّا تُراباً أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ) فإنهم مع إقرارهم بابتداء الخلق أنكروا الإعادة وهي أهون.
واختلف في الاستفهامين (١) فقرىء فيهما بهمزتين ، وبهمزة وياء ، وبألف بينهما ، وأحدهما بهمزتين والآخر خبرا ، والأول بهمزة وياء والثاني خبرا (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ) لجحدهم قدرته على البعث (وَأُولئِكَ الْأَغْلالُ فِي أَعْناقِهِمْ) يوم القيامة أو أريد بها كفرهم (وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ) دائمون.
[٦] ـ (وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ) بالعذاب قبل الرحمة استهزاء (وَقَدْ خَلَتْ) مضت (مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ) جمع «مثلة» بفتح الميم وضمّ الثاء ، أي :
عقوبات ، أشباههم في التكذيب ، فهلا يعتبرون بها (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلى ظُلْمِهِمْ) أنفسهم ، وهو حال. ويفيد جواز العفو قبل التوبة وتخصيصه بالصغائر لمجتنب الكبائر ممنوع (وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقابِ) لمن استحقه.
[٧] ـ (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ لا) هلا (أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) كالناقة والعصا إذ لم يعتدوا بمعجزاته (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ) مخّوف ، وما عليك إلّا الإتيان بما يصحح رسالتك (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) هو الله تعالى ، أو : نبيّ يدعوهم الى الله بما يخصّه من معجزات يليق بهم ، أو إمام يرشدهم.
عن ابن عباس لما نزلت ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : أنا المنذر وعلي الهادي من بعدي ، يا علي بك يهتدي المهتدون ، (٢) ونحوه عن ابن بريدة الأسلمي (٣). ونوّن
__________________
(١) انظر تفصيل الأقوال الخمسة في تفسير مجمع البيان ٣ : ٢٧٧.
(٢) تفسير البرهان ٢ : ٢٨٢.
(٣) تفسير البرهان ٢ : ٢٨٢ والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.