لهم (أَمْ) بل أ(تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ) أي بشركاء لا يعلمهم ، استئناف انكار ، أي لا شريك له (أَمْ) بل أتسمونهم شركاء (بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ) بزعم باطل لا حقيقة له (بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ) شركهم (وَصُدُّوا) (١) أعرضوا وصرفوا غيرهم وضمّ الكوفيون الصاد ، (٢) أي حرفوا (عَنِ السَّبِيلِ) طريق الحق (وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ) يخذله بسوء اختياره (فَما لَهُ مِنْ هادٍ) يوفّقه أو يقسره على الهدى.
[٣٤] ـ (لَهُمْ عَذابٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) بالقتل والأسر والمصائب (وَلَعَذابُ الْآخِرَةِ أَشَقُ) أشدّ (وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ) من عذابه (مِنْ واقٍ) دافع.
[٣٥] ـ (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) صفتها. مبتدأ حذف خبره ، أي : فيما يقصّ عليكم ، أو : الخبر (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) كقولك صفة زيد طويل ، أو بتقدير مثل الجنة جنة تجري من تحتها الأنهار (أُكُلُها) ثمرها (دائِمٌ) باق (وَظِلُّها) كذلك لا تنسخه شمس (تِلْكَ) الجنة (عُقْبَى) مال (الَّذِينَ اتَّقَوْا) الله (وَعُقْبَى الْكافِرِينَ النَّارُ).
[٣٦] ـ (وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ) أي من أسلم من اليهود والنصارى (يَفْرَحُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ) لموافقته كتابيهم ، أو الذين أعطوا القرآن يزداد فرحهم بما فيه من العلوم ويتلقونه بالبشر (وَمِنَ الْأَحْزابِ) الذين تحزبوا عليك بالعداوة من المشركين وكفرة أهل الكتاب (مَنْ يُنْكِرُ بَعْضَهُ) وهو ما خالف أحكامهم (قُلْ إِنَّما أُمِرْتُ) فيما أنزل إليّ (أَنْ) أي بأن (أَعْبُدَ اللهَ وَلا أُشْرِكَ بِهِ إِلَيْهِ أَدْعُوا) لا الى غيره (وَإِلَيْهِ مَآبِ) مرجعي.
[٣٧] ـ (وَكَذلِكَ) الإنزال (أَنْزَلْناهُ) أي القرآن (حُكْماً) حكمة أو يحكم بين الناس (عَرَبِيًّا) بلسان العرب ليفهموه وهو حال (وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْواءَهُمْ) فيما
__________________
(١) في المصحف الشريف بقراءة حفص : «وصدوا» ـ يضمّ الصاد ـ وسيشير اليه المؤلّف.
(٢) تفسير مجمع البيان ٣ : ٢٩٤.