الفعلان ، بتقدير لام الأمر لدلالة «قل» عليه. وسكن ياء «عبادي» «ابن عامر» و «حمزة» و «الكسائي» (١) (سِرًّا وَعَلانِيَةً) حالان أو مصدران (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ) لا افتداء (فِيهِ) بمال (وَلا خِلالٌ) مخالة ، أي : صداقة نافعة ، وفتحهما «ابن كثير» و «أبو عمرو» (٢).
[٣٢] ـ (اللهُ) مبتدأ ، خبره (الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ) بيان لقوله (رِزْقاً) طعاما ولباسا. وهو مفعول أخرج (لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ) السفن (لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ) بإرادته إلى مقاصدكم (وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهارَ) العذبة لانتفاعكم.
[٣٣] ـ (وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دائِبَيْنِ) جاريين ، لا تفتران لمصالحكم (وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ) لسباتكم (وَالنَّهارَ) لمعاشكم.
[٣٤] ـ (وَآتاكُمْ مِنْ كُلِّ ما سَأَلْتُمُوهُ) بعض جميع ما سألتموه ، أي من كلّ شيء سألتموه شيئا ، أو شيئا من حقه أن يسئل للحاجة إليه ، سئل أم لا. و «ما» موصوفة أو موصولة (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللهِ) أي أنعامه (لا تُحْصُوها) لا تطيقوا عدّها لعدم تناهيها (إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ) كثير الظلم للنعمة بترك شكرها ، أو لنفسه بالمعاصي (كَفَّارٌ) شديد الكفران ، أو ظلوم في الشدّة يجزع ، كفار في النعمة يمنع.
[٣٥] ـ (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ) مكة (آمِناً) ذا أمن لمن فيه (وَاجْنُبْنِي) بعّدني (وَبَنِيَ) أي الطف لي ولهم لطفا نصير به في جانب عن (أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) سأل ذلك مع حصوله له للتثبيت وإظهار الانقطاع إليه تعالى.
وأراد بنيّه لصلبه أو ما يعم أولادهم الموجودين حينئذ ، أو المؤمنين منهم.
[٣٦] ـ (رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ) بعبادتهم لهنّ ، أسند الإضلال إليها
__________________
(١) كتاب السبعة في القراآت : ٣٦٤.
(٢) تفسير البيضاوي ٣ : ٧٨.