[٣] ـ (ذَرْهُمْ) دعهم (يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا) بدنياهم (وَيُلْهِهِمُ) يشغلهم (الْأَمَلُ) الطويل ، الكاذب عن الإيمان (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) وبال ما صنعوا إذا حلّ بهم ، وفيه تهديد وتحذير عن إيثار الشهوات ، والاغترار بالأمل.
[٤] ـ (وَما أَهْلَكْنا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَها كِتابٌ مَعْلُومٌ) أجل مضروب لهلاكها كتب في اللوح ، والجملة المستثناة صفة «قرية» والواو لتأكيد لصوقها بالموصوف.
وقيل : حال عنها مع نكارتها ، (١) لعدم اللبس بالصفة للفصل بالواو ، وب «إلّا».
[٥] ـ (ما تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَها وَما يَسْتَأْخِرُونَ) يتأخّرون عنه.
والتذكير باعتبار المعنى.
[٦] ـ (وَقالُوا) للنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم تهكّما : (يا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ) القرآن في زعمه (إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) إذ تدّعي أنه نزّل عليك.
[٧] ـ (لَوْ ما) هلّا (تَأْتِينا بِالْمَلائِكَةِ) ليشهدوا بصدقك أو ليعاقبونا على تكذيبك (إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) في دعواك.
[٨] ـ (ما نُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ) بالنون ونصب الملائكة ل «حفص» و «حمزة» و «الكسائي» ، (٢) وقرأ «أبو بكر» بالتاء والبناء للمفعول ورفع الملائكة ، (٣) والباقون كذلك لكنهم يفتحون التاء (٤) وجعلها «البيضاوي» شاذة ، وإن قراءتهم بالياء ونصب الملائكة على أن الضمير لله تعالى (٥) وهو خلاف المنقول (إِلَّا بِالْحَقِ) بمقتضى الحكمة ، ولا حكمة في أن تأتيكم عيانا لعلمه بإصراركم على الكفر ؛ فيصير إنزالهم عبثا ، أو موجبا لاستئصالكم ان لم تؤمنوا ، ومنكم ومن أولادكم من علم انه سيؤمن
__________________
(١) في تفسير البيضاوي ٣ : ٨٣ : لما شابهت صورتها صورة الحال ادخلت (اي الواو) عليها تأكيدا للصوقها بالموصوف.
(٢) اتحاف فضلاء البشر ٢ : ١٧٤ وحجة القراآت : ٣٨١.
(٣) اتحاف فضلاء البشر ٢ : ١٧٤ وحجة القراآت : ٣٨١.
(٤) اتحاف فضلاء البشر ٢ : ١٧٤ وحجة القراآت : ٣٨١.
(٥) تفسير البيضاوي ٣ : ٨٣.